أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، أن لا خيار أمام الحكومة السودانية سوى قبول نشر قوات دولية في دارفور، وحذّر من أن مؤتمر بروكسيل الذي عُقد قبل يومين ووفر 200 مليون دولار لبعثة الاتحاد الأفريقي في غرب السودان سيكون آخر مؤتمرات المجتمع الدولي لدعم هذه القوات. وأوضح مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى السودان بيكا هافيستو ان المجتمع الدولي ممثلاً في الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي نقل رسالة واضحة إلى وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول من خلال مؤتمر بروكسيل مفادها ان العالم"متمسك بموقفه الداعي إلى نقل مهمات الاتحاد الأفريقي في دارفور الى الأممالمتحدة". وأضاف هافيستو ان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري أكد أن بعثته لا تملك الموارد المالية والمعدات الكافية للاستمرار في أداء مهماتها في دارفور. وقال ان المؤتمرين سعوا الى مخاطبة مخاوف السودان وطمأنته بعدم وجود أجندة خفية من دخول قوات أممية، وإنها لن تأتي إلى السودان لاحتلاله، مشيراً إلى أن الأمر فقط يتعلق بحماية المدنيين، وتنفيذ إتفاق أبوجا، بعدما أعلن الإتحاد الأفريقي انه غير قادر على الاستمرار في مهمته بدون دعم من الأممالمتحدة. ونفى هافيستو أن يكون المؤتمر ناقش مسألة محاكمة المسؤولين عن جرائم حرب في أحداث دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، قائلاً"إن المحكمة جسم مختلف ومسائلها تناقش في منبر آخر والمؤتمر غير معني بهذا الأمر". وحول السيناريوهات المحتملة في حال تمسك الخرطوم بموقفها الرافض لنشر قوات أممية، قال هافيستو"إن المسألة ليست محل خيارات أو مفاضلات". وتابع:"ليس هناك من خيار أو بديل أمام الحكومة السودانية سوى القبول بقوات أممية، لأنه ليس هناك أي جهة تقف مع استمرار الاتحاد الأفريقي في مهمته بما في ذلك الاتحاد الأفريقي نفسه". وأضاف محذراً:"وبالتالي إذا لم تنقل المهمة الى الأممالمتحدة، وهي مؤهلة بأموالها ومعداتها، فإن الوضع الأمني سيتدهور في شكل سريع في دارفور ويتجدد العنف وتزداد مآسي المدنيين". الى ذلك، وصف وزير الخارجية الدكتور لام أكول مؤتمر بروكسيل بأنه كان ناجحاً بكل المقاييس. واعتبر في تصريحات إلى الصحافيين عقب عودته أمس من بروكسيل إن الاجتماع كان فرصة ليشرح السودان وجهة نظره في ما يختص بنشر القوات الدولية في دارفور، مشيراً إلى أن المؤتمر خرج بقرارات واضحة تجاه الذين لم يوقعوا سلام دارفور ودعاهم الى الالتحاق بالاتفاق، مشيراً إلى أن الدعم الذي قدمه المانحون للقوات الأفريقية يفي حاجتها حتى نهاية ايلول سبتمبر المقبل. وعن تمسك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بشأن نشر قوات أممية فى دارفور، قال أكول إن هذا هو رأي أنان وظل متمسكاً به دائماً و"نحن من جانبنا نتمسك برأينا".