كشف مسؤولان أميركيان أمس أن الرئيس جورج بوش قال لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى إعداد الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق، إن أمامك خيارين"إما أن تنجح هذه الخطة أو أن ترحل". وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس بوش وصف في كانون الثاني يناير الماضي المالكي بأنه مهندس خطة زيادة عديد القوات، إلا أنه قال لقادة في الكونغرس:"قلت للمالكي إما أن تنجح هذه الخطة أو ترحل"، واكد هذه المعلومات مسؤولان أميركيان حضرا الاجتماع. وكشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أن وزير الدفاع روبرت غيتس ضغط أيضاً على المالكي لمنع البرلمان من أخذ عطلة لشهرين، فيما تحاول الادارة الأميركية دفع الحكومة العراقية باتجاه تمرير قوانين ضرورية للمصالحة الوطنية. وأشارت الصحيفة الى أن بوش، وعلى رغم حماسه للمالكي الذي يتحدث اليه دورياً، أظهر دعماً لبعض رؤساء الوزراء السابقين. وقال مسؤولون كبار في الادارة إنها لن تحاول تقويم مدى التقدم السياسي والأمني الذي تحققه زيادة عديد الجنود الأميركيين في العراق، حتى أيلول سبتمبر المقبل، في وقت بات كثير من كبار مستشاري الرئيس بوش يتوقعون بأن يكون التقدم وقتها محدوداً. وقال هؤلاء إن البيت الأبيض يُقلل من توقعاته حيال حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، مشيرين الى أن الجداول الزمنية التي يناقشونها تُظهر أن ادارة بوش ستبقي على الجنود الاضافيين حتى وقت متقدم من العام المقبل، وهو ما يتضمن التزاماً أطول بكثير للقوات المنتشرة على خطوط القتال وتسيير دوريات في أحياء شديدة الخطورة، من ذلك الذي حدده التشريع الأخير لمجلسي الشيوخ والنواب الشهر الثامن من العام 2008. وأعرب مسؤولون أميركيون تحدثوا أخيراً الى المالكي عن اعتقادهم بأن من الممكن أن يحقق نوعاً من المصالحة السياسية التي أدرجها الرئيس بوش في استراتيجيته الجديدة في كانون الثاني يناير الماضي، معتبراً اياها الهدف الأهم لزيادة عديد القوات الأميركية في العراق. إلا أن المالكي، بحسب المسؤولين ذاتهم، يملك قليلاً من القدرة على إدارة التشريعات المطلوبة من أجل هذه المصالحة، مثل توزيع الثروة النفطية في شكل عادل على السنة والشيعة والأكراد، والغاء قانون اجتثاث البعث الذي منع كثيراً من السنة من المشاركة في الحكومة الجديدة. وفيما يُبلغ مسؤولون في الادارة الكونغرس بأن الرئيس بوش لن يقبل بأي جداول زمنية للنجاح في العراق، فإنهم يمارسون ضغوطاً على المالكي للسير في خطى أسرع. وقال السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر إن المالكي"يحاول مكافحة الحرائق من كل صوب"، لافتاً الى أن"علينا ايضاح أولوياتنا له حتى نشتري الوقت الذي يحتاج اليه. وعلينا أن نشتري هذا الوقت الآن لأنه المالكي سيحتاج اليه في المستقبل". وأضاف كروكر أنه أبلغ رئيس الوزراء العراقي بأن الأدلة على التقدم مهمة للأميركيين"لأن علينا أن نرى أن العراقيين يقفون أمام تحديات صعبة حتى نحافظ على الدعم الأميركي لهم". ورأى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس، في حديث الى"نيويورك تايمز"، أن"المالكي ليس رئيس الوزراء توني بلير في العراق"، مشيراً الى عدم امتلاكه"غالبية نيابية وليس لديه وزراء في كل الوزارات المختلفة". ويأمل مسؤولون أميركيون بتمرير قوانين مهمة فيما ينهي السفير كروكر والجنرال بتريوس في أيلول المقبل تقويماً شاملاً للتقدم الذي تحقق وذلك بعد ثلاثة شهور على زيادة عديد الجنود الأميركيين.