يلقي الرئيس الأميركي جورج بوش مساء اليوم كلمة ينتظر أن يوضح فيها إستراتيجيته الجديدة في العراق ويدافع عن سياسته الحالية هناك، تاركا أمر حسم الحرب في هذا البلد لمن سيخلفه في الرئاسة الأميركية. ويلتقي بوش مع قائد القوات الأميركية في العراق ديفد بتراوس والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكر اليوم، ثم يدلي بكلمته بشأن العراق الساعة الثالثة والنصف ظهرا بتوقيت غرينتش. توقعات بأن يترك بوش حسم حرب العراق لخلفه في البيت الأبيض وألمح البيت الأبيض إلى أن بوش سينفذ توصيات الجنرال بتراوس وسيعلن عن تجميد عمليات خفض عديد القوات الأميركية في العراق لمدة غير محدودة. وعبر الأخذ بنصيحة الجنرال بتراوس، يتوقع أن يقول بوش إنه ينبغي عدم انتظار تغير كبير في عدد القوات حتى نوفمبر/ تشرين الثاني القادم عندما ينتخب الأميركيون رئيسا جديدا. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن بوش سيعلن أيضا تقليص مدة مهام الجنود الأميركيين في العراق إلى 12 شهرا بدلا من 15 شهرا حاليا. وكانت مدة مهام الجنود في هذين البلدين 12 شهرا أصلا، إلا أنها مددت إلى 15 شهرا منذ عام واحد من أجل نشر تعزيزات عسكرية تتألف من 30 ألف جندي. توصيات بتراوس وتأتي كلمة بوش بعد إدلاء الجنرال بتراوس والسفير كروكر بإفادة أمام الكونغرس عن الوضع في هذا البلد. ودعا بتراوس أثناء جلسة الاستماع الأولى لشهادته إلى تجميد عملية انسحاب القوات الأميركية من العراق لمدة 45 يوما على الأقل بعد الانسحاب المقرر في يوليو/ تموز القادم على أن يقيم بعدها الأوضاع الأمنية ويدرس إمكانية إجراء مزيد من عمليات الخفض. واستبعد بتراوس في جلسة الاستماع الثانية احتمال زيادة عدد قوات بلاده في بغداد، وقال إنه لا يتوقع أن يطلب مزيدا من القوات حتى وإن تدهور الوضع الأمني في العراق. وفي رده على رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الديمقراطي إيكي سيكلتون الذي قال إنه "رغم الجهد في العراق فإنه يعرض للخطر قدرتنا على إلحاق هزيمة حاسمة بأولئك الذين يمكنهم على الأرجح مهاجمتنا"، قال بتراوس إن القاعدة لا تزال تعتبر العراق جبهة مركزية وإنها لا تزال ترسل التمويل والتوجيه والمقاتلين الأجانب إليه. بدوره قال السفير كروكر إن العراق أحرز تقدما كبيرا في نحو 12 نقطة من أصل 18 نقطة مستهدفة وضعها المشرعون الأميركيون لقياس أداء الحكومة العراقية. وأضاف أن الإدارة الأميركية ستقدم تقريرا محدثا عن ذلك التقدم في النقاط المستهدفة الأسبوع المقبل. وكان كروكر قد اتهم إيران في جلسة الاستماع الأولى بتقويض جهود حكومة نوري المالكي لإحلال الأمن والاستقرار. وأضاف أن "الخروقات" على الحدود السورية العراقية لا تزال موجودة, رغم جهود دمشق لمنع تسلل المسلحين الأجانب. مواقف المتنافسين وكان المترشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما قد دعا في الجلسة الأولى للاستماع إلى "زخم دبلوماسي" في التعامل مع أزمة العراق يشمل محاورة إيران. ودعا إلى خطة انسحاب عسكري لحمل الأطراف العراقية على العمل سوية, ووصف اجتياح العراق بخطأ إستراتيجي جسيم أنتج القاعدة وزاد التأثير الإيراني في المنطقة. أما منافسته هيلاري كلينتون فشككت في التحسن الأمني وقالت "طيلة السنوات الخمس الماضية سمعنا باستمرار من الإدارة بأن الأمور تتحسن، لكن في كل مرة يخفق القادة العراقيون في تحقيق النجاح". أما المرشح الجمهوري جون ماكين فدعا إلى الإبقاء على القوات المقاتلة، وقال إن أي انسحاب سيستلزم عودة القوات لتخوض حربا أكبر, وإن إعلان واشنطن إخفاقها يعني انتصار القاعدة وزيادة النفوذ الإيراني.