ضاعف حزب المحافظين البريطاني المعارض تقدمه على حزب العمال الحاكم خلال الشهر الماضي، متقدماً بفارق 8 نقاط، وفقاً لما جاء في آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بوبيولاس" لصحيفة "ذا تايمز". وسجل حزب المحافظين 38 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، فيما فقد حزب العمال ثلاث نقاط من رصيده نزولاً إلى 30 في المئة. ويتوقع أن يزيد الفارق بين الحزبين إلى 13 نقطة في الانتخابات العامة المقبلة، 42 في المئة للمحافظين و29 في المئة للعمال، في حال ظل ديفيد كاميرون زعيماً للحزب المعارض، وخلف وزير الخزانة غوردون براون رئيس الوزراء توني بلير على زعامة الحزب الحاكم. أما حزب الديموقراطيين الأحرار، ففقد في الاستطلاع نقطتين من رصيده خلال الفترة نفسها مسجلاً 18 في المئة. وشمل الاستطلاع عينة من 1509 أشخاص وجرى بين الثاني والرابع من الشهر الجاري. يأتي ذلك فيما يُظهر برنامج وثائقي عرضته القناة الثانية في التلفزيون البريطاني بي بي سي 2 أمس، أن مقربين من بلير شككوا في العلاقة الخاصة التي تربطه بالرئيس الأميركي جورج بوش، وأقروا للمرة الأولى أنه لن يغادر مقر رئاسة الحكومة مخلفاً إرثاً إيجابياً بسبب هذه العلاقة وموقفه الداعم لحرب العراق. وأظهرت الحلقة الأخيرة من البرنامج الوثائقي"بلير: القصة من الداخل"رئيس الوزراء اقترب من الاستقالة أكثر من مرة لاعتقاده أن سمعته تضررت كثيراً جراء الحملة ضده في صفوف حزب العمال الذي يتزعمه، ويعتقد بأن مصدرها معسكر براون. كما كشف البرنامج أن المستشارين المقربين من بلير أصيبوا بحال من اليأس جراء انهيار العلاقة مع الوزير براون. ونسبت صحيفة"ذي ديلي تيليغراف"إلى ماثيو تيلور الذي كان يشغل حتى كانون الأول ديسمبر الماضي منصب مكلف السياسة في رئاسة الحكومة قوله:"لن تكون هناك مأثرة لبلير كما كان يتوقع بعد فوزه بولاية ثالثة بسبب مجموعة من العوامل، من بينها العراق وفضيحة الأموال مقابل ألقاب الشرف". كما نقلت عن الكاتب روبرت هاريس، أكبر مؤيدي حزب العمال الجديد الذي اطلقه بلير، قوله:"الخطيئة الكبرى التي ارتكبها بلير كانت العلاقة الأحادية الجانب مع الرئيس بوش"، مشيرة إلى أن نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت أكد في البرنامج أنه"لا يعير إهتماماً كبيراً بجورج بوش حين سُئل عن رأيه بالرئيس الأميركي". أما وزير الخارجية السابق وزير الشؤون البرلمانية الحالي جاك سترو، فقال:"رفض بلير إدانة إسرائيل بسبب الحرب التي شنتها على لبنان في تموز يوليو الماضي اعتُبر، وعلى نطاق واسع، دعماً إضافياً لموقف بوش وكان الشرارة التي سببت استقالة ثمانية مسؤولين من الحكومة وأجبرت رئيس الوزراء بلير بالتالي على إعلان أنه سيترك منصبه خلال عام".