قبل خمسين عاماً، أبصرت الكوميديا الموسيقية "ويست سايد ستوري"، أبرز أعمال ليونارد يرنشتاين، الموسيقار وقائد الأوركسترا الأميركي 1918-1990 وأكثرها شهرة، النور. ولم يذع صيت الكوميديا الموسيقية هذه إثر عرضها على خشبة مسرح برودواي، وتصميم جيروم روبنز لوحاتها الراقصة، وكتابة ستيفن سوندهايم حواراتها. فالفضل في بلوغ"ويست سايد ستوري"النجومية يعود الى فيلم أخرجه روبرت وايز وجيروم روبنز. وحاز الفيلم عشر جوائز أوسكار. فنجحت"ويست سايد ستوري"في كسب قلوب الفنانين، ومغني الأوبرا، وملحني موسيقى الجاز الذين تبنوا ألحان هذه الكوميديا، وبات استخدامها في مثابة لازمة في موسيقى الجاز. ولا ريب في ان"ويست سايد ستوري"هي أبرز أعمال الكوميديا الموسيقية الأميركية. وبعد تأليفها خشي المنتجون ان تطيح الأصول المتبعة في مثل هذه الأعمال، أي جمع الكلام الى الغناء والرقص. ففي نهاية المشهد الأول، تفارق شخصيتان الحياة، وفي المشهد الأخير يسقط قتيل آخر. وعاب بعض النقاد على"ويست سايد ستوري"أسلوب توزيع موسيقاها الأوبرالي نسبة الى الأوبرا، وزعموا أنه ضعيف الصلة بالأعمال الموسيقية الكوميدية. وخلفت حيوية ألحان موسيقى السوينغ، وقساوتها، ووتيرة الموسيقى المركبة والمجنونة والمنفلتة من أي عقال، وقع الصدمة في نفوس عدد من النقاد. فهم لم يألفوا من قبل هذا النوع من الموسيقى. وبعد عقد من عرض"ويست سايد ستوري"، أطلت مسرحية"هير"الفنية الراقصة على الجمهور، في 1967، وكانت منعطفاً ثانياً في تاريخ الكوميديا الموسيقية. وتلتها مسرحية"جيزوكري سوبر ستار"في 1971. عن رينو ماشار ، "لوموند" الفرنسية، 22/11/2007