أعادت "ويست إند" اللندنية للإنتاج إحياء عمل عملاق المسرح الموسيقي أندرو لويد ويبر ورفيق دربه المؤلف تيم رايس، في مسرحية "إيفيتا" التي احتضنها مهرجان زوق مكايل في لبنان، خلال اليومين الماضيين. "إيفيتا.. المسرحية الموسيقية"، صيغة مطوّرة للعمل نفسه الذي بدأ لويد عرضه في العام 1978 في لندن وبرودواي وحاز 7 جوائز "توني" من بينها جائزة أفضل مسرحية موسيقية، أفضل كتاب وأفضل تسجيل، قبل أن يعرف شهرة عالمية بمشاركة الراقصين عينهم في الفيلم الذي أخرجه البريطاني آلان باركر، وجسدت فيه شخصية سيدة الأرجنتين الأولى بين عامي 1946 و1965، ملكة البوب مادونا. ليست قصة المغنية المغبونة التي تضغط على صديقها الفنان لاصطحابها إلى بوينس أيريس ما يهم في هذا العمل... ولا علاقاتها الغرامية المتعددة التي تنتهي عند لقائها السياسي الطامح إلى الرئاسة خوان بيرون... أو حتى فوزه بالرئاسة ودفعه الشعب إلى القبول بغانية سيدة أولى له والإيمان بها، ثم موتها في سن ال33 بعدما يفتك بها سرطان الثدي... إلى جعلها بطلة قومية، بقدر الترابط الموسيقي والسرعة في تتابع الأحداث التي تجعل المسرح الإنكليزي لا يُمل منه. ونجح المخرج نيكولاي فوستر في الإمساك بحبكة العمل على أنغام أندرو لويد وكلمات تيم رايس، يساعده في ذلك صوت جوزي ووكر الشابة التي جسدت دور إيفا بيرون، ومايكل جيمس كورميك الذي لعب دور "الحكواتي" وطغى بأدائه وحضوره اللافتين على أي شخصية مشاركة أخرى، سواء لورين غيتن صديق إيفيتا الأول المغني اوغوستين ماغالدي أو بول ليونارد خوان بيرون. ثغرة العمل تكمن في كونه غربياً بحتاً من حيث موسيقى لويد التي قادها كيفن إيموس، وجمعت برودواي والموسيقى الكلاسيكية والروك أند رول والجاز، وحتى موسيقى الكاونتري والنغمات المتكررة غير المضجرة، لتغيب عنه النفحة اللاتينية والجو الأرجنتيني العام - ما خلا بعض الكلمات الإسبانية التي سمعت عند الإعلان عن وفاة "إيفيتا". كذلك الرقصات التي صممها بول روبنسون جاءت متواضعة، ربما بسبب التركيز على الصوت لا على الحركة. والجدير ذكره أن مؤلف موسيقى المسرحية أندرو لويد ويبر مواليد العام 1948 هو أول من أطلق موجة المسرحيات الموسيقية التجارية في الثمانينات والتسعينات. يتحدّر من أسرة شهيرة في عالم الفن، فوالده ويليام كان ملحناً موسيقياً وشقيقه جوليان عازف كمنجة. وفاز أندرو بجوائز عدة، منها جائزة أكاديمية الفنون، توني، غرامي، "دراما دسك اوورد"، وجائزة النقاد "كريتيك سيركل أوورد". من أعماله "كاتز" 1981، و"شبح الأوبرا" 1987 وغيرهما... أما تيم رايس، فكتب كلمات أشهر روائع ديزني منها: "علاء الدين" و"الأسد الملك"، "الجميلة والوحش"، كما ألف كلمات "ستارمانيا" هوس النجوم.