وجه رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني أمس، تحذيراً صارماً الى"حزب العمال الكردستاني"الكردي - التركي الانفصالي، وأعلن إجراءات اتخذتها حكومته لوقف نشاطه. وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر مجلس وزراء حكومة الاقليم في مدينة أربيل إن"حزب العمال الكردستاني سيتضرر كثيراً إن بقي على نهجه الحالي دون أن يعلن وقف إطلاق نار غير مشروط". وطالب"حزب العمال الكردستاني بالتفكير في حل آخر والتخلي عن السلاح لأن استمرار هذا النهج سيلحق به ضرراً كبيراً". وشدد على ضرورة أن"يراعي حزب العمال مصالحنا، وأن يفكر في حل آخر، بالمناداة لحل سلمي ووقف اطلاق نار طويل الامد وغير مشروط". وأشار الى اتخاذ حكومته إجراءات لوقف نشاط"حزب العمال"، قائلاً:"اتخذنا اجراءات في المطارات بمنعهم من السفر عبرها وزيادة المراقبة على مخيم مخمور لمنعهم من التنقل، اضافة الى تشديد الاجراءات في نقاط التفتيش لمنع وصول الامدادات اليهم". ومعلوم أن هناك مطارين في إقليم كردستان العراق في أربيل والسليمانية. أما مخيم مخمور الذي يضم عائلات كردية - تركية، وتشرف عليه الاممالمتحدة فيقع الى جنوب مدينة أربيل. وكانت حكومة اقليم كردستان اتخذت سابقاً مجموعة إجراءات ضد"حزب العمال الكردستاني"بينها اغلاق مكاتب الاحزاب الكردية العراقية المتعاطفة معه في الاقليم. لكن السلطات التركية تتهم سلطات إقليم كردستان بدعم نشاطات"العمال الكردستاني"، الأمر الذي تنفيه سلطات كردستان. وهددت أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية ضد قواعد الانفصاليين الاكراد التابعين ل"حزب العمال الكردستاني"الذين يشنون هجمات في تركيا، انطلاقاً من شمال العراق. وكشف رئيس وزراء الاقليم عن إجراء حكومته حواراً"جدياً ومستمراً مع واشنطن وبغداد وخصوصاً مع الجنرال بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق والمعنيين بهذه القضية لايجاد حل مناسب لها". وتابع:"نؤكد أن هذه المسالة يجب أن تحل عن طريق التحاور بين الاطراف الاربعة"، في اشارة الى تركياوالعراق وأميركا وحكومة الاقليم. وندد بارزاني في الوقت ذاته بموقف تركيا المعارض لفتح باب الحوار مع الاكراد العراقيين، قائلاً:"قبل سقوط النظام كانت تركيا تجلس معنا ونلتقي برئيس وزرائها. لا نعرف لماذا الآن، رغم وجود اطار شرعي لنا في العراق وفقاً للدستور، تقول لنا انتم لستم في مستوى ان نتحاور او نجلس معكم". وتأتي تصريحات رئيس وزراء حكومة كردستان في اعقاب اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين الماضي تعزيز التعاون العسكري بين البلدين لمواجهة هجمات المتمردين الاكراد على تركيا انطلاقاً من العراق. وقال بوش إن"معلومات استخباراتية خاطئة تعني اننا لا نستطيع أن نحل المشكلة"، مضيفاً أن"معلومات استخباراتية جيدة وصحيحة ومقدمة في الوقت المناسب باستعمال التكنولوجيا الحديثة من شأنها أن تجعل التصدي لحزب العمال الكردستاني أكثر سهولة". وأوضح الرئيس الاميركي أيضاً أن الولاياتالمتحدة مستعدة"للذهاب أبعد"في مجال مكافحة المتمردين الاكراد، وخصوصاً في ما يتعلق ب"مسائل الترانزيت في المطارات"و"تمويلهم". كما أعرب اردوغان بعد اللقاء عن"ارتياحه"إلى محادثاته مع بوش، لكنه رفض الافصاح عما اذا كانت انقرة ستسحب حوالي مئة ألف جندي تركي منتشرين على طول الحدود مع العراق. واعتبر بارزاني أن نتائج المحادثات كانت إيجابية، وقال:"إن اتجاه الاجتماعات الى حد كبير كان عاملاً مساعداً لنا ونحن سعداء وكذلك شعب كردستان بما قاله السيد اردوغان من أن"عدم الاستقرار ليس في مصلحة أحد، وهذا ما نؤكد عليه". وأكد بارزاني أهمية علاقات اقليم كرستان مع تركيا، قائلاً إن"تركيا دولة مهمة بالنسبة الينا". وتعتبر الولاياتالمتحدةوتركيا والاتحاد الاوروبي حزب"العمال الكردستاني"تنظيماً ارهابياً. ويخوض الحزب، الذي نشأ في نهاية سبعينات القرن الماضي ويتبنى الايديولوجية الماركسية - اللينينية، صراعاً مسلحاً ضد الحكومات التركية المتعاقبة منذ عام 1984 للحصول على الحكم الذاتي لأكراد تركيا.