أعلن الجيش التركي مقتل 15 متمرداً كردياً من حزب "العمال الكردستاني" خلال عملية في جنوب شرقي البلاد على الحدود مع العراق، فيما أكد رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان رفضه أي حوار مع الزعماء الأكراد العراقيين، واتهمهم بالتستر على"منظمة إرهابية". وجاء في بيان للجيش التركي انه"تم القضاء على 15 إرهابياً بهجوم بالمروحيات وأسلحة أخرى مساندة". وأكد مقتل ثلاثة من جنوده في الاشتباكات التي وقعت الاثنين في ولاية شيرناك الحدودية. وبذلك يرتفع الى ثمانين عدد المتمردين الذين اعلن الجيش قتلهم منذ 21 تشرين الاول اكتوبر، تاريخ العملية التي نفذها حزب"العمال الكردستاني"في هاكاري المجاورة لشيرناك والتي قتل فيها 12 جنديا تركيا واسر ثمانية آخرون. الى ذلك، اتهم أردوغان رئيس منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي في العراق مسعود بارزاني، بتوفير ملاذ للمتمردين الاكراد الاتراك. وقال مساء الثلثاء خلال حفلة استقبال في القصر الرئاسي لمناسبة الذكرى ال84 لتأسيس الجمهورية التركية:"ما يفعلونه رجال بارزاني هناك هو التستر على منظمة ارهابية". ونقلت وكالة انباء"الاناضول"عن اردوغان رفضه مرة جديدة اقامة حوار مباشر مع اكراد العراق حول قضية حزب"العمال الكردستاني". وقال اردوغان:"محاور تركيا ليس بارزاني، محاورنا هو حكومة بغداد". واضاف:"في حال تسللت منظمات ارهابية الى تركيا سنستخدم حقوقنا المنصوص عليها في القانون الدولي وسنفعل ذلك"، مشيراً الى انه يولي اهمية كبيرة للقائه مع الرئيس جورج بوش في البيت الابيض في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر. ورداً على اسئلة الصحافيين، أوضح اردوغان ان مسألة فرض عقوبات اقتصادية على كردستان العراق التي اوصى بها مجلس الأمن القومي التركي ستبحث الاربعاء خلال اجتماع مجلس الوزراء. وهددت تركياالعراق بالتدخل عسكريا إذا لم تمنع السلطات العراقية وواشنطن عمليات المتمردين التي تنطلق من شمال العراق. وستجري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس محادثات مع الرئيس التركي عبدالله غل ومع اردوغان في انقرة قبل اجتماع مقرر في اسطنبول لدول جوار العراق الجمعة والسبت. من جهته دعا بارزاني ورئيس البرلمان الكردستاني عدنان المفتي"حزب العمال"الى وقف عملياته المسلحة ضد تركيا. وأكد في مؤتمر صحافي عقده الى جانب المفتي ان الاكراد"لم يهددوا أمن تركيا وفي الوقت ذاته لا نقبل لغة التهديد ونمد يد الصداقة الى تركيا لمعالجة مسألة حزب العمال بشكل سلمي". ودعا أنقرة الى اجراء حوار مع الحكومة الكردية وأضاف:"ترفض تركيا الحوار مع اقليم كردستان، ومع ذلك نحن نؤكد موقفنا اننا مع الحل السلمي ونعتقد ان الحل العسكري لا يؤدي الى نتيجة ولا يمكن ان نسمح بأن نستدرج في هذه المعركة التي هي ليست معركتنا". وطالب"حزب العمال وقف عملياته المسلحة ضد تركيا"، وأضاف:"ننصح حزب العمال الكردستاني بعدم القيام بأعمال عسكرية لأن ذلك لن يؤدي الى نتيجة، وبحثنا هذا الموضوع وربما سيتم لقاء مع مجموعة من الاحزاب الكوردستانية ويمكن الاتفاق على استراتيجية بعيدة عن اللجوء الى الحل العسكري". ورحب بارزاني بأي خطوة تؤدي الى اطلاق الاسرى الاتراك المعتقلين لدى"الكردستاني". وفي ما يتعلق بالمخاوف الكردية من استغلال تركيا الأزمة لاجتياح كردستان قال بارزاني"مسألة حزب العمال الكردستاني موجودة منذ 23 عاماً ولم تخلق اليوم وليسأل الشعب التركي جيشه لماذا لم تنته هذه المسألة خلال 23 عاماً وحالياً لماذا يثيرونها بهذا الشكل ونتمنى ان لا يكون حزب العمال الكردستاني حجة وتكون وراءها أهداف أخرى". من جهته أكد المفتي موقف الاكراد"السلمي"من الأزمة ودعا"جميع المعنيين بهذه القضية الى بذل الجهود لمعالجتها عن طريق الحوار ووقف التهديدات"، مشيراً الى ان"الوفد الكردي سيتوجه الى بغداد للقاء رئيس الجمهورية ومجلس النواب ورئيس الوزراء والمشاركة في جلسات مجلس النواب لشرح موقف الاقليم في ما يتعلق بهذه الأزمة".