كشفت مراسم افتتاح أعمال مؤتمر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا التي حضرها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني توجه أنقرة لتمتين العلاقة مع أكراد العراق، والرغبة في فتح باب الحوار مع خصمها «حزب العمال الكردستاني». وحضر بارزاني المؤتمر باعتباره رئيساً لإقليم كردستان العراق، كما حضره برهم صالح، ممثلاً الرئيس جلال طالباني، زعيم حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، والأمين العام ل «الاتحاد الإسلامي»، فيما قاطع المؤتمر عدد من الأحزاب الكردية التركية. وشهدت العلاقات التركية مع أكراد العراق تقارباً لافتاً في موازاة تصاعد الخلافات مع الحكومة المركزية في بغداد، وقد رفض رئيسها نوري المالكي دعوة وجهت إليه لحضور المؤتمر الذي شهد أيضاً حضور نائب الرئيس العراقي المدان طارق الهاشمي. إلى ذلك، حض رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في تصريح إلى صحيفة «السماح» التركية المؤتمر على «الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الكردي في تركيا»، وأعرب عن ترحيبه بتصريحات أردوغان الأخيرة وب «إمكان بدء الحوار مع زعيم حزب العمال عبد الله اوجلان»، داعياً الطرفين إلى «وقف القتال». وأكد اردوغان في الوقت نفسه أن حملته ضد مسلحي «الكردستاني» ستتواصل، وقد شنت الطائرات التركية اول من أمس غارات على بلدة سيدكان الحدودية التابعة لمحافظة اربيل. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أبلغ نظيره التركي احمد داوود اوغلو الجمعة الماضي أن بغداد «تتوقع من تركيا ودول الجوار احترام سيادة العراق وحكومته المنتخبة وفق مبادئ حسن الجوار، فضلاً عن احترام سياقات التعامل الرسمي والديبلوماسي بين البلدين»، مبدياً حرص بلاده على «التعاون البناء وارساء قواعد المصالح المشتركة وفق سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية». واتهم اردوغان في نيسان (ابريل) الماضي المالكي بإذكاء التوتر بين السنّة والشيعة والأكراد، فيما رد الأخير بالقول إن هذه التصريحات «طائفية وستلحق الضرر بتركيا وتجعلها دولة عدائية»، وتفاقمت الخلافات عقب زيارة داود أوغلو محافظة كركوك «من دون تنسيق مسبق» مع بغداد باعتباره «تدخلاً سافراً» في الشأن الداخلي العراقي، قبل أن تبلغ الخلافات ذروتها على خلفية إعلان تصدير النفط من إقليم كردستان إلى تركيا.