أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني محمود احمدي نجاد في بيان مشترك نشر أمس، ضرورة تسوية الأزمة النووية الإيرانية في أسرع وقت ممكن وبالوسائل الديبلوماسية والتفاوض. وقال البيان الذي نشر بعد مغادرة بوتين طهران ان"رئيسي البلدين أكدا ضرورة تسوية الوضع المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني في أسرع وقت ممكن وبالطرق السياسية والديبلوماسية". ونشر البيان المشترك الذي يتضمن 23 نقطة اثر سلسلتين من المحادثات بين احمدي نجاد وبوتين، على موقع المكتب الإعلامي للرئاسة الإيرانية. وتعارض روسيا فرض عقوبات جديدة على إيران، يطالب بها الغربيون لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأشار البيان الى ان"التعاون الثنائي في مجال الطاقة النووية المدنية سيتواصل في المستقبل"، موضحاً ان"الجانبين مصران على إنجاز وتشغيل محطة بوشهر وفق البرنامج الزمني المقرر". من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بوتين قوله ان"روسيا تتعهد بإنجاز محطة بوشهر وتسليم الوقود". وأضافت ان احمدي نجاد أكد ان إيران"مستعدة"للتعاون مع الروس للمراحل الجديدة في محطة بوشهر. وأكد البيان ان الرئيس الروسي دعا في ختام زيارته الى طهران التي انتهت مساء الثلثاء، نظيره الإيراني الى التوجه الى روسيا. وشدد على"تقارب المواقف الروسية والإيرانية حول القضايا العالمية الكبرى وتطوير التعاون لإقامة نظام عالمي اكثر عدالة وديموقراطية". وشدد البيان أيضاً على التزام البلدين تطوير علاقتهما في مجالات النفط والغاز والفضاء. وقال ان روسياوإيران ستسرعان مفاوضاتهما لبيع وإنتاج طائرات"توبوليف 214"و334 ومروحيات مدنية. دعوة لنجاد وغادر بوتين طهران مساء الثلثاء بعدما وجه رسالة الى واشنطن مفادها ان موسكو لن تقبل تحركاً عسكرياً ضد إيران، وأقنع الدول الأخرى المطلة على بحر قزوين باستبعاد شن مثل هذه الضربات من المنطقة. وفي تصريحات تستهدف الولاياتالمتحدة قال بوتين في وقت سابق أثناء محادثاته في إيران:"لا ينبغي حتى التفكير في استخدام القوة في هذه المنطقة". وكان يتحدث أمام رؤساء إيرانوأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان. ويبدو ان تصريحاته في هذا الشأن تستهدف أيضاً أذربيجان الجمهورية السوفياتية سابقاً حيث تفقد الجيش الأميركي مطارات. وأشارت وسائل إعلام روسية الى ان واشنطن ربما تحاول التفاوض للحصول على حق استخدام منشآتها العسكرية. وتنفي باكو ذلك. بوشهر وفي مسألة بناء مفاعل بوشهر، قال بوتين لوسائل إعلام إيرانية انه لا يمكنه تقديم ضمانات لموعد تسليم الوقود للمحطة الذي تأخر أيضاً. وقالت وكالات أنباء روسية ان الجانبين اتفقا على ان تكمل روسيا العمل بحسب الجدول الزمني المتفق عليه. وربما تخيب تصريحاته آمال المسؤولين الإيرانيين الذين قالوا قبل وصوله انهم يتوقعون"أنباء طيبة"في شأن بوشهر. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الرئيس الإيراني قوله انه يريد من موسكو ان تساعد في بناء وحدتين أخريين من المفاعلات النووية لتوليد الطاقة في بوشهر. وأوضح ان"إيران مستعدة للتعاون مع روسيا في بناء الوحدتين الثانية والثالثة في بوشهر". ولم يعط البيان المشترك للرئيسين أي ضمانات محددة في شأن موعد بدء تسليم الوقود للمفاعل. وقال بوتين لوسائل الإعلام الإيرانية:"في الوقت الحالي تناقش روسياوإيران مسألة تغيير العقد. وبصفة عامة هناك فهم مشترك للمشكلة". وسئل بوتين ان كان سيضمن ان تبدأ روسيا تسليم الوقود قبل انتهاء فترة رئاسته في أيار مايو المقبل، فقال:"قدمت وعوداً عندما كنت طفلاً، لأمي فقط." وأصر مسؤولون روس أيضاً على ان متأخرات قيمتها ملايين الدولارات أخرت بناء المحطة. لكن بعض المحللين يقولون ان روسيا تماطل لأنها لا تثق تماماً في احمدي نجاد وتخشى رد فعل دولياً إذا قامت بتسليم الوقود النووي لبوشهر. ووفقاً للتوقعات الروسية الحالية سيبدأ المفاعل في المحطة العمل في عام 2008. ويقول مسؤولون روس ان الوقود النووي ينبغي ان يصل الى المحطة قبل ستة اشهر من بدء تشغيل المفاعل. وقال بوتين:"روسيا تعلن أنها ملتزمة بتنفيذ العقد".