سعت روسيا لطمأنة الدول الغربية التي ارتفع منسوب التوتر لديها، مع اقتراب ساعة الصفر لبدء العمل في مفاعل بوشهر النووي الإيراني السبت، فأعلنت وزارة الخارجية عن "ثقتها التامة" بأن إيران لن تتمكن من استخدام الوقود المخصص للمفاعل لإنتاج سلاح نووي. وشددت موسكو على أن المشروع يلتزم بشكل صارم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما أشارت إلى أنها ستؤمن الوقود خلال كامل فترة تشغيل المحطة على شرط استرجاعه لاحقا بعد استخدامه. وستجري عمليات تسليم الوقود واسترجاعه تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما يحول دون حصول أي تلاعب. من جهته، قال سيرغي كيرينكو، رئيس شركة "راس أتوم" الروسية النووية المملوكة للحكومة، أن تسليم الوقود النووي الضروري لتشغيل المفاعل "يظهر التزام روسيا الكامل بواجباتها الدولية." ونقل موقع رئاسة الحكومة الروسية أن كيرينكو أكد لرئيس الوزراء، فلاديمير بوتين، عدم وجود مخاوف حيال المفاعل، مضيفاً أن إيران ستقوم بتشغيله تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال كيرينو إنه سيحضر حفل افتتاح المحطة، مع رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، علي صالحي، إلى جانب عدد من المسؤولين الدوليين، وخاصة من الوكالة الدولية. ورجح الخبراء الروس أن تبدأ عمليات وضع الوقود داخل أجهزة توليد الطاقة نهاية سبتمبر/أيلول، على أن يتم إنتاج الكهرباء فعلياً في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. إيران تؤكد استمرار التخصيب في هذا الوقت، سادت أجواء شبه احتفالية في طهران، مع اقتراب بدء العمل بالمفاعل، ولكن إيران رغبت بالتشديد على أن تزويد روسيا لها بالوقود لن يحول دون قيامها بتخصيب اليورانيوم على أراضيها. وقال صالحي إن التخصيب لإنتاج وقود محطة بوشهر النووية والمحطات الأخرى التي سيتم إنشاؤها في المستقبل "سيستمر لأن دورة الوقود هي حق طبيعي للشعب الإيراني،" واعتبر أن طلب البيت الأبيض بوقف التخصيب من قبل إيران بسبب توفير الوقود من الخارج "منطقا معيبا." وتابع صالحي قائلاً: "الاتفاق الموقع مع روسيا لا يعني انه يتعين علينا شراء الوقود منها، بل هو مذکره تفاهم بأن يلبوا احتياجاتنا إذا ما تقدمنا بطلب للحصول علي الوقود. " من جانبه، قال مندوب إيران الدائم لدى الوکاله الدولية للطاقة الذرية، "علي أصغر سلطانيه" بأن دورة الوقود النووي الإيرانية تكتمل مع تدشين محطة بوشهر النووية. وقال سلطانيه، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية: "نظرا إلىى وجود جميع المراحل المتعلقة بالدورة النووية في إيران، بما في ذلك تنقيب اليورانيوم واستخراجه وتحويله وتخصيبه وصنع قضبان الوقود للمفاعلات النووية، وأيضا المفاعل البحثي، فان إيران أصبحت من الدول القليلة في العالم التي تمتلك الدورة الكاملة للوقود النووي." وردا على سؤال حول ما يتوقعه من الوکاله الدولية للطاقة الذرية، قال سلطانية: "نتوقع أن تتعاون معنا في خطواتنا اللاحقة في مجال بناء محطات نوويه أخرى وأن تقوم بتوفير التسهيلات اللازمة في هذا الصدد، کما تعاونت في مجال الإشراف على معايير الأمان والسلامة في محطة بوشهر. الإعلان عن تجربة صاروخ جديد وبالتزامن مع الإشارة إلى الانفتاح على الخيار الدبلوماسي مع الوكالة الدولية، حرصت إيران على بعث الرسائل العسكرية التي تشير إلى استعدادها لمواجهة أي تطورات أمنية قد تستهدفها، وجاء في هذا السياق إعلان وزير الدفاع، العميد أحمد وحيدي، أنه تم بنجاح اختبار صاروخ "قيام -1" الجديد. وقال وحيدي إن الصاروخ الجديد من تصنيع محلي، مشيراً إلى أن المتخصصين الإيرانيين في صناعات الدفاع "يقومون اليوم بتصنيع الطائرات الحربية والأقمار الصناعية والصواريخ والمدمرات والغواصات والفرقاطات وأنواع الدبابات وناقلات الجنود وأنظمة الحرب الإلكترونية والرادارات. وكانت الأوساط الدبلوماسية في الشرق الأوسط قد انشغلت خلال الأيام الماضية بتصريحات سفير الولاياتالمتحدة السابق في الأممالمتحدة، جون بولتون، الذي قال في مقابلة صحيفة إن أمام إسرائيل فرصة توجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر قبل تزويدها بالوقود النووي لتجنب حصول تلوث إشعاعي.