صوّت ثلاثة ملايين ونصف مليون إيطالي لانتخاب زعامة "الحزب الديموقراطي الإيطالي" الجديد الذي ولد إثر اندماج حزبي"اليسار الديموقراطي"، الشيوعي سابقاً، وحزب الوسط"مارغريتا"، وهما أهم وأكبر حزبين في الائتلاف الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء رومانو برودي. وحاز عمدة روما الأمين العام السابق لحزب اليسار الديموقراطي وأحد أهم مؤسسي الحزب الجديد فالتر فيلتروني بغالبية ساحقة إذ حقق أكثر من 75 في المئة من الأصوات، متقدماً على منافسيه الرئيسيين الوزيرة روزي بيندي ووكيل رئيس الحكومة جياني ليتّا وكلاهما من تيار الوسط المسيحي، اللذين حصلا على 15 و14 في المئة على التوالي من أصوات محازبي الحزب الجديد. وشكلت عملية التصويت سابقة في تاريخ إيطاليا، إذ جاء تأسيس الحزب واختيار زعامته باستفتاء شعبي عام وليس على أساس رغبة أو توجه مجموعة أو فئة اجتماعية. ووصف رئيس الوزراء الحزب الجديد بأنه"الأعظم في تاريخ إيطاليا"، مشيراً أن الغالبية الساحقة التي حاز عليها فيلتروني"أساس قوي لدعم الحكومة التي أقودها لأننا بدأنا المسير معاً في هذا الإطار قبل ما يزيد على عقد من الزمن". وفيما كانت التكهّنات التي سبقت التصويت تشير إلى احتمال مشاركة مليون ونصف مليون ناخب في الاقتراع، فاق عدد المقترعين التوقعات ما دفع زعامة الحزب إلى اعتبار تصويت الأحد"برهاناً مهماً على نجاح الديموقراطية"، فيما اعتبر المحللون الحدث بأنه"رد على الاتجاهات الداعية إلى تجاوز الأحزاب السياسية والقفز عليها"ودحضاً لما أثاره الممثل الكوميدي الشهير بيبّي غريللو من حركة جماهيرية دعا من خلالها إلى التخلّص من الأحزاب السياسية باعتبارها"فاسدة ومعطّلة". وأعرب فيلتروني عن امتنانه للمقترعين ومن بينهم الأجانب المقيمين في البلاد، وشدد على أن الحزب الجديد"لن يكون تعبيراً عن التيارات بل عن الأفكار الديموقراطية في إيطاليا". ويُفترض أن يكون فيلتروني المرشح المقبل لرئاسة الوزراء خلال الانتخابات التالية بعد ثلاث سنوات ونصف السنة. واعتبرت المعارضة التي يتزعمها سيلفيو بيرلوسكوني سيل الأصوات التي حصل عليها فيلتروني"تهديداً لزعامة برودي لتكتل اليسار الوسط". وشدد حلفاء بيرلوسكوني على ضرورة مواجهة تكتل اليسار الوسط بخطوة مماثلة يتحوّل بها الائتلاف الثلاثي حزب بيرلوسكوني، التحالف القومي وحزب المسيحيين الديموقراطيين إلى حزب جامع لقوى اليمين الوسط، الأمر الذي يعارضه بيرلوسكوني خشية إزاحته من زعامة التكتل. ولم يخف زعيم"حزب التحالف القومي"الفاشي سابقاً جانفرانكو فيني رغبته في تزّعم تكتل المعارضة، إذ طالب في مسيرة ضخمة لأنصاره السبت، بأن يتم اختيار الزعيم الجديد لتكتل يمين الوسط"بعد بيرلوسكوني من خلال التصويت الشعبي لجماهير التكتّل".