كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة الى الشاب اللبناني محمد شمص، أحد المشاركين في برنامج "الفرصة"، الذي يقدمه الإعلامي اللبناني طوني خليفة وزميلته الأردنية أسيل خريشة عبر الفضائية الأردنية وتلفزيون"الجديد"اللبناني، يومياً في رمضان، حين شاهد الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن، تدخل الاستوديو، من دون مقدمات، لتجمعه بوالدته الفلسطينية وفاء أبو شحادة، التي يبحث عنها منذ أكثر من ربع قرن. استوديو محمد كمال في التلفزيون الأردني، كان شاهداً ليل اول من أمس، على لحظات إنسانية قلما تتكرر. فشمص، الذي شارك في عدد من الأعمال الفنية اللبنانية كممثل، قدم أهم دور في حياته كإنسان، حين غمرته والدته، بصدق وعفوية، بعدما تخلصت من حال الإغماء، في حين غرق هو في بكاء متواصل، بعدما احتضنها وأخذ يقبلها. كثيرون كانوا يعتقدون بأنه يجسد دوراً جديداً، خصوصاً أن قواعد البرنامج، الذي يتيح الفرصة لإطلاق عدد من الحكايات الإنسانية والاجتماعية، تتضمن مشاركات وهمية من البعض. لكن ما حدث بالأمس، وكما يقول طوني خليفة، أكد أنه لا يتقمص دوراً هذه المرة. شمص، الذي قص حكايته في الحلقات الأولى من البرنامج، وشاهد والدته في ربط تلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية، وهو من افتقدها، لأسباب مجهولة، في الحرب الأهلية اللبنانية أمل ان يراها مباشرة، خصوصاً أنه عانى كثيراً قبل أن يتمكن والده من العثور عليه. مصادر مقربة من البرنامج تشير إلى أن والدته متزوجة الآن في غزة من غير والده، ولديها أبناء من زوجها الثاني، وربما تكون غادرت لبنان مع قوافل الفلسطينيين في العام 1982، إثر الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، بعدما تركت طفليها محمد وشقيقته في"براميل"حديدية لحمايتهما من القصف. تفاصيل الحكاية سترويها الأم وابنها، الذي حصل على سيارة مهداة من شركة"تويوتا"، إلى جمهور الفضائية الأردنية، وتلفزيون"الجديد"في الحلقات المقبلة، وسط توقعات بلوم وعتب وتبرير من الطرفين، في حين يبقى مصير لقائهما في شكل مستمر مرهون برغبات الساسة. فالأم لا يمكنها الإقامة في بيروت، كونها تحمل جواز سفر فلسطيني، والابن لا يمكنه دخول الأراضي الفلسطينية، لكن اهتمام الملكة الأردنية بحكايتهما ربما يسهل عليهما فرص اللقاء مجدداً، أو على الدوام. الملكة رانيا أشادت ببرنامج"الفرصة"، الذي يركز على البعد الإنساني والاجتماعي على المستوى العربي، مؤكدة على"قيم العطاء والعون والمساعدة المتأصلة في ثقافتنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية، والتي هي من صلب ديننا وتقاليدنا المتوارثة". وأكد المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون فيصل الشبول، الذي كان في استقبال الملكة لدى وصولها إلى مبنى التلفزيون، أن هذه"اللفتات الإنسانية التي هي من شيم الأسرة الهاشمية، من شأنها أن تحدث الأثر الكبير في قلوب الأردنيين والعرب جميعاً". وتقوم فكرة برنامج"الفرصة"، الذي يمنح الفائز في نهاية الشهر المبارك مئة ألف دولار أميركي، وسيارة من طراز"تويوتا"، ويستضيف فناناً أردنياً أو عربياً كل ليلة، على فكرة تنافس ثلاثة أشخاص في كل حلقة، يسعى كل واحد منهم لإقناع الجمهور بأحقيته في الحصول على الجائزة الكبرى، ومن يصوت له الجمهور العربي يبقى في المنافسات، وصاحب نسبة التصويت الأقل يغادرها. ويطرح كل متسابق في البرنامج، الذي ابتدع فكرته طوني خليفة، وتخرجه زينة صوفان، مبرراته للتقدم إلى"الفرصة"، وأهمية حصوله على المبلغ المئة ألف دولار، فهذا ليعيل أسرته، وتلك لأنها تقف على أولادها الأيتام، وثالثة تحاول تأمين مستقبل أبنائها، قبل أن يفتك بها مرض وغيرها تفكر في إنشاء جمعية نسوية في بلدها، وهناك من يسعى لدعم اختراع حديث له... والقائمة تطول، في حين ان هناك ممثلين، أو متسابقين مزيفين، تم دسهم في بعض الحلقات، لزيادة التشويق.