بدأت إدارة تلفزيون فلسطين، وعلى رغم التغييرات الأخيرة الحاصلة على مستوى مجلس الإدارة، الاستعداد لحسم خياراتها بخصوص الخريطة البرامجية الرمضانية، وبخاصة ما يتعلق باختيار المسلسلات العربية، التي لم يتفق بعد في شكل نهائي على اختيارها. ومن بين المسلسلات العربية التي يجري المفاضلة بينها، جملة من المسلسلات المصرية، من بينها مسلسل «الخواجة عبد القادر» من بطولة يحيى الفخراني، ومسلسل «باب الخلق» لمحمود عبد العزيز ومسلسل «الإخوة الأعداء» لصلاح السعدني. ولربما تدخل التنافس مسلسلات أخرى، بحسب «الإمكانات المالية وذائقة الجمهور الفلسطيني»، كما أشار قاسم منصور، القائم بأعمال المدير العام للبرامج، مشدداً على أنه من المقرر أن يعرض التلفزيون ثلاثة مسلسلات، مصري وسوري ولبناني. واستبعد منصور، في شكل تام، مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» لعادل إمام، وذلك «لأسباب مالية». وقال: «الأكيد أن عادل إمام يحظى بشعبية طاغية في الأراضي الفلسطينية، كما في مصر والعالم العربي، لكن المبالغ المالية الضخمة التي يتطلبها شراء هذا المسلسل، هي بالتأكيد فوق طاقة تلفزيون فلسطين». وأشار منصور، إنه على عكس السنوات الماضية، فإن لا إنتاجات درامية عربية جديدة حول القضية الفلسطينية التي حرصت إدارة التلفزيون على بثها في السنوات الماضية، كحال المسلسل الأردني «باب الواد» والمسلسل السوري «في حضرة الغياب» حول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، وقبلها مسلسلات «عابد كرمان» و «التغريبة» و «هنا القدس»، وغيرها. ومن اللافت، وفق الخريطة البرامجية الرمضانية 2012 لتلفزيون فلسطين، غياب عدد من البرامج البارزة، ومن بينها الكوميديا الفلسطينية «وطن ع وتر» التي أوقفت في رمضان الماضي بقرار من النائب العام الفلسطيني، وبرنامج المنوعات «فوبيا فن» الذي يستند على فكرة استضافة فنانين عرب، علماً أنه الأول من نوعه على الشاشة الفلسطينية. في حين تتواصل برامج أخرى، من بينها كوميديا «اسكتشات» للعام الثاني على التوالي، وبرنامج «أرزة وزيتونة» الذي قدمه سابقاً ماهر شلبي من أزقة ومنازل الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بلبنان، وإن كان لم يحسم بعد إن كان شلبي نفسه سيقدم البرنامج هذا العام، أو سيُستعاض عنه بإعلامي آخر. وكعادته، يحرص تلفزيون فلسطين، على تمثيل أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، فعلاوة على برنامج «أرزة وزيتونة» من مخيمات اللاجئين في لبنان، يتواصل برنامج المسابقات «تمر هندي» من قطاع غزة، وبرنامج «طلات مقدسية» وبخاصة الطقوس الرمضانية في الشهر الفضيل، ويركز على تفاصيل الحياة اليومية في القدس، وبرنامج المسابقات «أهلا رمضان» ويتجول في مدن الضفة الغربية، وبرنامج المسابقات «الصندوق» ويقدمه الفنان الكوميدي الفلسطيني حسام أبو عيشة، إضافة إلى مختارات من برنامج «حكاية بلد» من داخل الخط الأخضر، وبرنامج «لأجلكم» للإعلامية منال سيف، ويركز على الربط بين الأسرى وذويهم في شهر رمضان المبارك، مع استمرار البرنامج اليومي «فلسطين هذا الصباح»، والتخطيط لنقل سهرات رمضانية، أو مسابقة من داخل استوديوات تلفزيون فلسطين في فترة ما بعد مسلسل السهرة الرئيسي. وختم منصور قائلاً: «ننحاز إلى البرامج الفلسطينية، ولكن لا بد من تقديم دراما عربية جديدة لجذب الجمهور، بخاصة مع غياب دراما فلسطينية ضخمة ومنافسة. ندرك أن إمكاناتنا، وطبيعة التلفزيون، لا تؤهله لمنافسة فضائيات عربية كبرى، لكننا نسعى إلى التنويع، بحيث نرضي أكبر عدد ممكن من الجمهور المحلي، وبالتالي نجذب إلى شاشتنا الجمهور الفلسطيني في الخارج، والجمهور العربي أيضاً، ونجحنا في ذلك بنسبة جيدة في المواسم الرمضانية الماضية».