قفزت عجوز برشاقة من مقعدها وفي يدها كوفية فلسطينية مرقطة وأخذت ترقص رقصاً شعبياً (الدبكة الشعبية الفلسطينية) والناس يصفقون لها إعجاباً وتأييداً وفرحاً في فندق «المتحف» شمال مدينة غزة. لم تتمالك المرأة نفسها عندما سمعت محمد عساف، المتسابق الفلسطيني في برنامج المنوعات «آراب آيدول» الذي بثت قناة «إم بي سي» ليل الجمعة - السبت الحلقة قبل الأخيرة منه، يشدو بأغنيته الشهيرة «علّي الكوفية وعلّي ولولح فيها». اشتعلت الأجواء في حديقة الفندق التي غطتها طاولات رفرفرت فوقها رايات صغيرة طُبعت عليها صور عساف، فيما ارتدى الأطفال «تي شيرتات» تحمل صوراً أخرى، وغنى الناس مع عساف وكأنهم لم يعرفوا طعم الفرحة من قبل كما قالت فتاة كانت تتابع البرنامج الشهير. وقالت غادة التي شاهدت البرنامج مع زوجها وشقيقها وشقيقتها وطفلتها ل «الحياة» إنها استفاقت صباح أمس من نومها وهي تحلم بالفتى الأسمر الذي أذهل لجنة الحكم في البرنامج وكل من شاهده وهو يغني بمختلف اللهجات وألوان الغناء. أما يوسف فأبلغ «الحياة» أنه يشارك جيرانه ومعارفه وأصدقاءه من مخيم خان يونس للاجئين الجهد للتحضير لإقامة احتفال لعساف في الاستاد الرياضي عندما يعود مكللاً بالنجاح بعدما تظهر النتائج النهائية للتصويت ليل السبت - الأحد. وفي حين خلت الشوارع في قطاع غزة من المارة في القطاع خلال ساعات بث البرنامج الثلاث، قال كثير من الفلسطينيين إنهم سينزلون إلى الشوارع فور إعلان فوزه باللقب. وتوقع فلسطينيون أن ينزل ما لا يقل عن نصف مليون فلسطيني إلى شوارع المدن الخمس الرئيسة والمخيمات الثماني التي تعيش حالاً من البؤس والشقاء في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ حوالى سبع سنوات وكاد يحول دون وصول عساف إلى المقابلة في المراحل الأولى من البرنامج. ولا يعكر مزاج غالبية الفلسطينيين الذين يتابعون عساف ويدعمونه بقوة عبر التصويت له برسائل نصية قصيرة على رغم فقرهم، سوى شائعات كثيرة سرت على شبكات التواصل الاجتماعي مفادها أن هناك من لا يرغب في فوز الفلسطيني عساف ويعمل لمصلحة المتسابق المصري أحمد جمال، كما جاء في تصريح للإعلامي اللبناني طوني خليفة الذي علق على حساب الإعلامي اللبناني نيشان بأن «العصفورة» أبلغته بأن «المتسابق المصري أحمد جمال سيفوز باللقب» على رغم رغبته بأن يفوز عساف. ووقع هذا التصريح كالصاعقة على رؤوس عشاق عساف وغيرهم في «الحملة الوطنية لدعم عساف»، وظهرت تهديدات وتحذيرات لقناة «إم بي سي» من مغبة التلاعب بالتصويت، بعدما صوّت فلسطينيون لمصلحة عساف ووصلتهم رسائل قصيرة تشكرهم على التصويت لجمال. وفي المقابل برزت أصوات أكثر عقلانية على صفحات «فايسبوك» تدعو إلى التهدئة وعدم الانجرار وراء الإشاعات. وقال بعضهم إنه في حال فوز جمال باللقب فهو فوز لفلسطين، وحتى لو لم يفز فهو «محبوب العرب» بلا منازع. وكتب أحدهم على «فايسبوك» أن محمود عباس هو الرئيس الرسمي للشعب الفلسطيني وعساف هو «الرئيس الشعبي» للفلسطينيين.