سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء خارجية 8 دول عربية يجتمعون مع رايس في الكويت الأسبوع المقبل . مبارك وعبدالله الثاني يعلنان استمرار بلديهما في إجراء اتصالات مع الفلسطينيين للوصول إلى اتفاق حول الحكومة
عقد الرئيس المصري حسني مبارك جلسة محادثات ظهر أمس مع ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، ركزت على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مجريات الأحداث على الساحة الفلسطينية وسبل التوصل إلى التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والعمل على تهيئة المناخ لإعادة إطلاق عملية السلام على المسار الفلسطيني وعودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات وصولاً لتحقيق حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وتعد قمة الرئيس المصري والعاهل الأردني الأولى بين الزعيمين في هذا العام، بينما شهد العام الماضي خمس قمم مشتركة بينهما، كان آخرها في عمان في أيلول سبتمبر الماضي. وتأتي هذه القمة في إطار الاتصالات التي تجريها مصر والرئيس مبارك مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بعملية السلام. وكان الرئيس مبارك التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في القاهرة في السابع والعشرين من كانون الأول ديسمبر الماضي والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت في شرم الشيخ الخميس الماضي. ومن المقرر أن يلتقي مبارك ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي ستزور مصر في إطار جولة تزور فيها عدداً من دول المنطقة تبدأها غداً الجمعة. وبدأت المحادثات بين الزعيمين فور وصول العاهل الأردني والرئيس مبارك إلى القصر الجمهوري في مصر الجديدة من مطار القاهرة حيث كان في استقبال الملك عبدالله الثاني الرئيس مبارك ورئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف ووزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير حسين طنطاوي ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط. وعقد الزعيمان جلسة محادثات ثنائية اقتصرت عليهما ثم امتدت على مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس مبارك تكريماً للعاهل الأردني والوفد المرافق له الذي ضم الأمير علي بن الحسين ورئيس الوزراء الأردني الدكتور معروف البخيت ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ورئيس الاستخبارات الأردنية اللواء محمد ذهبي وسفير الأردن في القاهرة السفير عمر الرفاعي. وعقد وزيرا خارجية البلدين مؤتمراً صحافياً مشتركاً في ختام المحادثات استهله أبو الغيط قائلاً:"إن لقاء القمة بين مبارك وعبدالله الثاني يأتي في إطار التشاور المستمر بين مصر والأردن حول كل القضايا محل الاهتمام المشترك للبلدين الشقيقين". وقال أبو الغيط إن المحادثات دارت حول الوضع في الشرق الأوسط بصفة عامة، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية استحوذت على قدر رئيسي من المناقشة والتحليل كما تم تناول تطورات الوضع في العراق والمسألة اللبنانية والأوضاع في الصومال. وأكد أن مصر والأردن ماضيان في إجراء اتصالاتها المباشرة مع الأطراف الفلسطينية المختلفة من أجل الوصول إلى اتفاق داخلي بينها، مشيراً إلى أن ما تقوم به مصر والأردن حالياً هو جهد مباشر في التعامل مع الأطراف الفلسطينية ودعوتها إلى التعقل وما يؤدي للوصول إلى اتفاق داخلي في شأن تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة وحدة وطنية. وأشار إلى أن هناك حكومة فلسطينية يجب احترامها واحترام سلطاتها ومسؤوليتها وخصوصيتها، مضيفاً أنه يجب أن يكون هم هذه الحكومة وشغلها الشاغل هو التركيز على الوضع الفلسطيني الداخلي. وأضاف أن هناك أيضاً"سلطة ورئيساً فلسطينياً له سلطاته طبقاً للقانون الأساسي الفلسطيني وله قدرته أيضاً على التعامل مع المجتمع الدولي ومطلوب منه المشاركة في مفاوضات لكي تطلق عملية السلام مرة أخرى"، مشيراً إلى أن الجهد المصري - الأردني سيركز من هذا المنطلق على الاتصالات المباشرة مع هذه الأطراف الفلسطينية. وأكد أبو الغيط وجود اتفاق وتوافق مصري - أردني كامل في ما يتعلق برؤية البلدين حيال التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن هناك إحساساً بالحاجة للتحرك لبذل جهد لدفع عملية السلام. وأوضح أبو الغيط أن هذا الجهد يجب أن يكون صادقاً وقوياً وجاداً ويقود إلى تحقيق الهدف الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية بكل أبعاد المطلب الفلسطيني. وقال إنه جرت مناقشة الوضع الداخلي الفلسطيني، و"هناك إحساس بالضيق والغضب وبالإحباط إزاء ما وصلت إليه الأمور على الساحة الفلسطينية وبين الفلسطينيين بعضهم بعضاً، وأنه يجب على أهل فلسطين أنفسهم أن يتصدوا لهذه الانقسامات التي تهدد جوهر القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين". وأضاف أبو الغيط أنه جرت كذلك مناقشة الزيارة المقبلة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندويزا رايس للمنطقة خلال الأيام المقبلة، والاجتماع الذي سيعقد في الكويت خلال الأسبوع المقبل بين دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى مصر، والأردن والولايات المتحدة على مستوى وزراء الخارجية. وقال أبو الغيط إنه في هذا السياق تم التشاور بين مصر والأردن بشكل كامل، مشيراً إلى أن هناك اتصالات تجري حالياً مع الأخوة في الخليج إعداداً لهذا الاجتماع. من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني: إن المشاورات المصرية - الأردنية أكدت أن هناك توافقاً على مركزية القضية الفلسطينية، وتركيز الاهتمام على بذل كل جهد ممكن للتوصل إلى إحداث تقدم على صعيد هذه القضية. وشدد على ضرورة الوصول إلى حل عادل يكفل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال والتمتع باستقلاله وحقوقه الوطنية.