صرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بأن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارت الوزير عمر سليمان سيزوران اليوم رام الله وعمان، موضحاً ان أبو الغيط سينقل رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تتعلق بالوضع في المنطقة، وذلك في إطار التشاور المستمر بين القيادتين في شأن التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط، وفي مقدمها الوضع الخاص بجهود التسوية السياسية، وكذلك الأوضاع المتعلقة بلبنان والعراق وغيرها من القضايا الإقليمية المهمة. وأشار الناطق إلى أن أبو الغيط وسليمان سيزوران رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، إذ سيتم أيضاً نقل رسالة من مبارك إلى عباس تتعلق بالتقويم المصري للوضع الخاص بجهود المسار السياسي التفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك بموضوع المصالحة الفلسطينية. وأشار الناطق إلى أن الوزيرين يتطلعان للتشاور مع الجانب الفلسطيني والرئيس عباس في شأن تقويم الوضع الحالي برمته، بما في ذلك البدائل والخيارات المطروحة للتحرك في حال وصول الجهد السياسي التفاوضي إلى طريق مسدود. وأوضح أن زيارة رام الله تأتي ايضاً لتأكيد التضامن المصري الكامل مع الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية وفي إطار الدعم المصري المستمر للقضية الفلسطينية. وقال مصدر مصري رفيع المستوي ل «الحياة» إن بحث العملية السلمية سيكون على رأس جدول المحادثات التي سيجريها أبو الغيط وسليمان مع عباس، مضيفاً أن المحادثات ستتناول ضرورة ايجاد مخرج مناسب لاستئناف المفاوضات من أجل الحيلولة دون حدوث انسداد في العملية السلمية. وقال: «يجب خلق آفاق في عملية السلام (...) نريد أن نبحث كيف يمكن استمرار العملية السلمية»، مشيراً إلى أن مصر تجري اتصالات وتبذل مساعي مع الأطراف كافة من أجل السعي والوصول إلى حلول مناسبة لدفع عملية السلام قدماً. وحذر من أن الجمود في المسار السلمي الفلسطيني الإسرائيلي سينعكس سلباً على الوضع عموماً في المنطقة وسيخلق أجواء من اليأس والإحباط سيكون لها تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي رام الله، قال مسؤول فلسطيني ان زيارة المسؤوليْن المصريين هي زيارة تضامن مع الموقف الفلسطيني من المفاوضات. وقال ان الاتصالات الاميركية - الاسرائيلية في شأن تجميد الاستيطان لم تسفر بعد عن اي تقدم، وان فرص نجاحها ضئيلة نظراً الى الموقف الاسرائيلي المتعنت من الاستيطان. واستبعد استئناف المفاوضات بسبب رفض اسرائيل تجميد الاستيطان بصورة كلية وسعيها الى تغيير قواعد العملية التفاوضية. وأوضح المسؤول: «تسعى الحكومة الاسرائيلية في اتصالاتها مع الجانب الاميركي الى تغيير قواعد العملية التفاوضية»، مضيفاً: «اظهرت الاتصالات الاخيرة مع الاسرائيليين والادارة الاميركية ان (رئيس الحكومة الاسرائيلية) بنيامين نتانياهو يسعى الى التوصل الى اتفاق انتقالي يستغرق تنفيذه ما يزيد على عشر سنوات، ويهدف الى ابقاء السيطرة الاسرائيلية على نحو 40 في المئة من الضفة الغربية على شكل كتل استيطانية ومناطق امنية، اضافة الى القدس واستثناء قضية اللاجئين».