عشية بدء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس جولة في المنطقة غداً الجمعة عقد الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لقاء قمة في القاهرة لتنسيق مواقف بلديهما في شأن الملفين العراقيوالفلسطيني وركزا على سبل التوصل إلى التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وتهيئة المناخ لإعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى المفاوضات. وبدا ان واشنطن تميل الى خفض سقف التوقعات من جولة رايس، اذ أكد مسؤول رفيع المستوى في الادارة الأميركية ل"الحياة"أن لقاءات وزيرة الخارجية ابتداء من غد مع قيادات عربية في السعودية والأردن والكويت ومصر ستتمحور حول الملفات الأربعة الساخنة في المنطقة: ايرانوالعراق ولبنان والصراع الاسرائيلي -الفلسطيني. واستبعد المسؤول صدور اعلان كبير بعد الزيارة، مشيراً الى أن طلب الضغط على ايران للتقيد بقرار العقوبات الدولية الرقم 1737 الصادرعن مجلس الأمن في 23 كانون الأول ديسمبر و"الا اجبارها على القيام بهذا الأمر"سيكون على الأجندة، اضافة الى ان دعم الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي والعمل لدفع عملية المصالحة والتشديد على"عدم طائفية الحكومة"ستتقدمان ملفي ايرانوالعراق. وستطلب رايس دعما اقليمياً لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومؤتمر باريس 3 الذي تحضر له الادارة الأميركية رزمة مساعدات"ضخمة"تنتظر موافقة الكونغرس. وستحاول رايس أيضا تقديم الدعم المادي والسياسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والضغط على اسرائيل لتفكيك بعض الحواجز وتطبيق الاتفاقات الموقعة السنة الماضية بخصوص الحدود والمعابر، تمهيدا لتقوية موقع عباس وتحسين حياة الفلسطينيين قبل اجتماع اللجنة الرباعية في أول شباط فبراير المقبل. واعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في مؤتمر صحافي مع نظيره الاردني عبد الاله الخطيب بعد القمة المصرية - الاردنية امس ان الجانبين"ناقشا جولة رايس واجتماع الكويت الأسبوع المقبل بين دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى مصر، والأردن والولايات المتحدة على مستوى وزراء الخارجية". وقال أبو الغيط إنه تم التشاور بين مصر والأردن بشكل كامل، مشيراً إلى أن"هناك اتصالات تجري حالياً مع الأخوة في الخليج إعداداً لهذا الاجتماع". وقال أبو الغيط إن القضية الفلسطينية استحوذت على قدر رئيسي من المناقشة والتحليل في المحادثات المصرية - الاردنية كما تم تناول تطورات الوضع في العراق والمسألة اللبنانية والأوضاع في الصومال. واشار ابو الغيط إلى أن ما تقوم به مصر والأردن حالياً هو جهد مباشر في التعامل مع الأطراف الفلسطينية ودعوتها إلى التعقل وما يؤدي للوصول إلى اتفاق داخلي في شأن تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة وحدة وطنية. واضاف:"هناك إحساس بالضيق والغضب وبالإحباط إزاء ما وصلت إليه الأمور على الساحة الفلسطينية وبين الفلسطينيين بعضهم بعضاً، وأنه يجب على أهل فلسطين أنفسهم أن يتصدوا لهذه الانقسامات التي تهدد جوهر القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين".