بدأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مساء أمس جولتها على المنطقة، بلقاء القيادة السعودية في جدة. ووضعت الوزيرة الأميركية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في صورة مواقف الإدارة الأميركية الحالية من إحياء عملية السلام، والوضع المتدهور في العراق، والاحتقان الديبلوماسي الدولي بسبب ازمة الملف النووي الايراني، وأزمة دارفور السودانية، و"الوضع الهش"في لبنان، والدور السوري في المنطقة، والتطورات في الصومال، اضافة الى البحث في العلاقات الثنائية في سياق برنامج الحوار الاستراتيجي بين الرياضوواشنطن. وعلم ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعا، خلال محادثات ثنائية طويلة مع رايس، الى ضرورة رؤية واشنطن للوضع في العراق بمزيد من الوضوح والتحلي بالقدرة على رؤية المخاطر الحقيقية التي تتلاحق مؤشراتها تجاه تقسيم العراق وتمزق أمن المنطقة. ونقل عن الوزيرة الاميركية القول"إن السعودية لديها حظوة كبيرة لدى عدد من القوى في العراق، وساعدت كثيراً في إشراك السنة في الانتخابات". وأضافت رايس:"لذلك فإنني أعتقد انه سيكون من المفيد جداً إذا أسهموا السعوديون في دعم خطة المصالحة الوطنية التي قدمها رئيس الوزراء نوري المالكي. ان في مقدورهم حشد الناس وراء حكومة المصالحة الوطنية. ولديهم اتصالات كثيرة مع القبائل، لقد قدموا المساعدة بالفعل، وأود أن يستمروا في المساعدة". وترى دول فاعلة في منطقة الشرق الأوسط أن لا مستقبل آمناً لمشروع الفيديرالية في العراق، والذي تطرحه قيادات شيعية وكردية، في مقابل رفضه سنياً ومن شخصيات وطنية ودينية وتحذير الدول المجاورة للعراق من مخاطر تطبيقه. وكان للملف اللبناني موقع متقدم في محادثات الوزيرة الأميركية مع السعوديين، إذ عرض وزيرا خارجية السعودية وأميركا الوضع في لبنان، خصوصاً ان الرياض تصدت بقوتها السياسية والاقتصادية إلى معالجة آثار الحرب المدمرة على الأراضي اللبنانية، فيما مارست ضغوطها على القوى الدولية من أجل منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من مواصلة عدوانها. الى ذلك، أرجئ المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر ان يعقده سعود الفيصل ورايس في العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي. ويتوقع أن يعقد صباح اليوم. وتلتقي رايس سعود الفيصل مجددا مساء اليوم في القاهرة مساء، في اجتماع يضم اليهما وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن. اجتماع القاهرة وصرح مصدر ديبلوماسي مصري بأن هذا اللقاء الذي يعقد على مأدبة افطار يقيمها وزير الخارجية أحمد ابو الغيط لنظرائه والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية، يأتي استكمالاً لاجتماع مماثل عقد في نيويورك على هامش اعمال الدورة ال61 للجمعية العامة للأمم المتحدة منتصف أيلول سبتمبر الماضي. وأوضح أن المحادثات"ستتناول أهمية العمل على دفع عملية السلام في ضوء نتائج الاجتماع الوزاري الذي عقد في مجلس الامن على أسس ومبادئ الارض مقابل السلام وخريطة الطريق بما يؤدي لإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية". كما تتناول المحادثات قضية دارفور والموقف في العراقولبنان والازمة النووية مع ايران. وتغادر رايس القاهرة الاربعاء، بعد محادثات مع الرئيس حسني مبارك، الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية للقاء كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس محمود عباس.