عقد في القاهرة مساء امس اجتماع ضم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن. وذلك بعد اجتماع تشاوري للوزراء العرب وآخر ثنائي بين الوزيرة الاميركية ونظيرها المصري احمد ابو الغيط الذي اعلن ان المحادثات تركزت على التسوية في الشرق الاوسط والحاجة الى تحريك عملية السلام والكيفية التي يمكن للولايات المتحدة ان تساهم بها في هذا الجهد والاتجاه نحو عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. راجع ص 4 وعلم من مصادر ديبلوماسية ان رايس اكدت، خلال اجتماعها مع الوزراء، ان عباس واولمرت قادران على تحقيق السلام استناداً الى الرؤية الاميركية. فيما شدد الوزراء العرب على أهمية استئناف عملية السلام وحل المشكلة الفلسطينية باعتبارها جوهر الازمة في المنطقة. وكان الوزراء العرب عقدوا اجتماعاً تشاورياً قبيل اجتماعهم مع رايس واتفقوا على التحدث بصوت واحد والتركيز على ايمان العرب المشاركين في الاجتماع او غير المشاركين بإحلال السلام. وتحدث ابو الغيط الى الصحافيين، بعد محادثاته مع رايس، مؤكدا أن لا محور اميركياً - عربياً من خلال المجموعة 8 زائد1، مشيراً الى أن هذه المجموعة كانت تجتمع من دون مصر والاردن وانضمت الاخيرتان لاعتبارات لدورها المحوري في المنطقة. وقال ابو الغيط ان محادثاته مع رايس ركزت على موضوعين رئيسيين هما عملية السلام والتوجه نحو تهيئة المناخ لعقد اجتماع بين عباس وأولمرت والقضية الثانية تتعلق بدارفور. وجاء اجتماع رايس مساء امس مع نظرائها العرب الثمانية على إفطار رمضاني أقامه وزير الخارجية المصري. واتفق الوزراء في مشاوراتهم قبل لقائهم رايس على التشديد على أهمية العمل لدفع عملية السلام على أسس ومبادئ الأرض مقابل السلام وخريطة الطريق بما يؤدي إلى حل بدولتين. ورداً على سؤال عن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من نظيره الايراني منوشهر متقي، قال ابو الغيط إن الوزير الايراني اطلعه على المفاوضات بين ايران والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، بشأن الملف النووي وأكد حدوث تقدم في هذا الصدد. سعود الفيصل - رايس وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عقد صباح امس مؤتمرا صحافيا مع رايس، في ختام محادثاتها في جدة وقبل ان ينتقلا الى القاهرة. واكد أن بلاده لا يمكن أن تتخلى عن دعم الفلسطينيين من خلال السلطة الوطنية، فيما قالت رايس"إن الدعم الدولي الممكن تقديمه لحل الاقتتال الفلسطيني الداخلي لن يكون سوى المطالبة بتغيير الحكومة الفلسطينية الحالية لإيجاد حكومة يمكن أن تحترم مبادئ اللجنة الرباعية". وبرز التمايز في الموقف السعودي - الأميركي خصوصاً في موضوع عملية السلام إذ إن الرياض ترى، بحسب الامير سعود الفيصل، ان الاولوية القصوى يجب ان تكون لتحريك عجلة السلام لوقف الاعتداءات الدامية على الفلسطينيين وما سبقها من تدمير مروع للبنان، وربط تفجر الأزمات الأمنية في المنطقة ومخاطرها بتعطل عملية السلام نتيجة ممارسات اسرائيل وتجاهلها الدعوة الدولية والإقليمية إلى السلم. ومن جانبها قالت رايس ان بلادها ترى ضرورة ان يكون للفلسطينيين حكومة جديدة، معتبرة أن ذلك من شأنه فتح السبيل امام ان"يكون هناك تقدم مرة أخرى نحو تأسيس الدولتين وفق رؤية الرئيس بوش ورؤية المبادرة العربية". ونوهت رايس بما اسمته"الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية إلى العراقيين وهم يحاولون أن يجدوا طريقهم نحو المصالح الوطنية". واعتبرت أن الدعم السعودي"سيكون بالنسبة الى العراق والعراقيين فرصة لأن تكون دولتهم دولة موحدة وديموقراطية يعيش فيها السنة والشيعة والأكراد ويمثلون بشكل كامل، ولكن يجب أن يتغلبوا على هذه البيئة الأمنية التي يواجهونها الآن".