يعقد مسؤولون أمنيون رفيعون، من ليبيا وإيطاليا ومالطا، اجتماعاً اليوم في فاليتا لدرس إمكانات توحيد الجهود لمكافحة الهجرة غير المشروعة في الحوض الغربي للمتوسط. ويعكس الاجتماع تزايد القلق الأوروبي من تدفق موجات المهاجرين غير المشروعين الذين يغادرون السواحل الليبية والتونسية الى الجزر الإيطالية والمالطية. وتوقع مصدر ليبي أن يطلب الأوروبيون مشاركة حراس سواحل ليبيين في دوريات خفر السواحل التي ستقوم بها قوات إيطالية ومالطية في إطار الجهاز الجديد الذي اسسه الاتحاد الأوروبي أخيراً وأطلق عليه اسم"الوكالة الأوروبية للحدود". وسبق أن ساعدت الوكالة اسبانيا على تسيير دوريات بين جزر الكاناري وسواحل كل من السنغال وموريتانيا اعتباراً من أيار مايو الماضي. وكان الليبيون تعهدوا رسمياً، في اجتماع ضم أخيراً وزير الداخلية الإيطالي جوليانو أماتو ونائب وزير الخارجية الليبي المسؤول عن العلاقات مع أوروبا سعيد حفيانة في روما، تعزيز الرقابة على قوارب المهاجرين التي تنطلق من سواحلهم الى إيطاليا وملاحقة"العصابات التي تدير شبكات الاتجار بالمهاجرين". ويبدي الأوروبيون مخاوفهم من عدم تجاوب ليبيا في اجتماع اليوم مع عرض تنظيم دوريات مشتركة في مضيق صقلية، وهم يعتبرون أن السواحل الليبية باتت مركز انطلاق المهاجرين الآتين من القرن الأفريقي وجنوب الصحراء بالإضافة الى المغرب العربي. وأظهرت إحصاءات أوروبية أن محاولات الهجرة غير المشروعة عبر مضيق صقلية تكثّفت اعتبارا من أواسط الشهر الماضي ما أدى إلى جنوح مراكب عدة وهلاك عشرات من راكبيها في البحر. وطبقا لإحصاءات وزارة الداخلية الإيطالية تم ضبط 178 سفينة وزورقاً على متنها 10400 مهاجر غير مشروع في سواحل مالطا وجزيرة لامبيدوزا القريبة من السواحل التونسية خلال الشهور السبعة الأولى من السنة في مقابل 6900 مهاجر في الفترة نفسها من العام الماضي. يُشار الى أن وزراء الداخلية الأوروبيين سيناقشون،"الهجرة غير المشروعة"، في اجتماعات يعقدونها في 21 و22 الجاري في فنلندا.