أدى تزايد موجات الهجرة غير المشروعة من الضفة الجنوبية للمتوسط نحو كل من إسبانيا وإيطاليا ومالطا في الأسابيع الأخيرة إلى تسميم العلاقات بين أعضاء مجموعة 5 + 5 التي تضم البلدان المطلة على الحوض الغربي للمتوسط. وأفادت مصادر غربية أن البلدان المستهدفة طلبت من عواصم مغاربية تسيير دوريات مشتركة في المياه الدولية لضبط السفن التي تنقل مهاجرين غير شرعيين وإحباط محاولات الوصول إلى سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وجزر الكناري الإسبانية، إضافة إلى مالطا. وقال ديبلوماسيون إن تشديد الخناق على إحدى قنوات الهجرة غير الشرعية يؤدي سريعاً إلى التركيز على قنوات بديلة، وأشاروا إلى أن الحملة التي قامت بها إسبانيا في اتجاه كل من موريتانيا والسنغال لدى زيارة وزير داخليتها ألفرادو بيريز روبلكابا لنواكشوط وداكار مطلع الشهر والاتفاق على تسيير وحدات رقابة مشتركة، أدت إلى تكثيف الهجرة انطلاقاً من سواحل ليبيا وتونس نحو إيطاليا ومالطا. وأوضحت المصادر أن إسبانيا تقدمت أول من أمس بطلب رسمي من فنلندا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، لاتخاذ موقف أوروبي موحد من ملف الهجرة غير المشروعة وتفعيل"وكالة تنسيق الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي"المعروفة ب"فرونتاكس". وكان رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو حض أوروبا على اتخاذ موقف أكثر حزماً في الدفاع عن حدودها الخارجية. كذلك طلب وزير الداخلية المالطي توني بورغ من الاتحاد الشهر الماضي مساعدة عاجلة لمجابهة المدّ المتزايد للمهاجرين. وأفادت مصادر مطلعة أن الأوروبيين متخوفون من تكثيف موجات الهجرة خلال الشهر المقبل مع الهدوء المرتقب في الأحوال الجوية، وهم يسعون إلى اجتماع مشترك بين وزراء داخلية البلدان العشرة الأعضاء في مجموعة 5 + 5 لاتخاذ التدابير التي يرون أنها كفيلة بالحد من الظاهرة.