تزامن استئناف الرحلات التجارية الجوية الى مطار بيروت الدولي، ورفع الحصار الإسرائيلي الجوي والبري والبحري الذي فرضته اسرائيل على لبنان، مع تصويت مجلس النواب الإسباني، بالإجماع، على قرار إرسال قوات حفظ سلام الى جنوبلبنان، والتزام إسبانيا الإسهام في حل هذه الأزمة. وكانت مدريد آخر محطة من محطات جولة أمين الأممالمتحدة العام على عدد من الدول. ونجح كوفي أنان في رفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان، وإرسال قوات دولية كبيرة لمساندة الجيش اللبناني. ولا ريب في أن مهمة القوات الإسبانية هي حفظ السلام، على خلاف مزاعم المعارضة الإسبانية. وتختلف مهمة الجيش الإسباني بلبنان اختلافاً جذرياً عن مهمته بالعراق. فالقوات الدولية، ومنها القوات الإسبانية، تنفذ قرار مجلس الأمن. وهو قرار وافقت عليه إسرائيل ولبنان. والحق أن المخاطر تكتنف هذه المهمة. وعليه، استعدت القوات الإسبانية للاحتمالات السيئة كلها، ولكنها لن تقوم عملياً بما يحق لها القيام به من أعمال عسكرية وما استعدت له. ووزير الدفاع، خوسيه انطونيو ألونسو محق في قوله ان هذه المهمة واجب أخلاقي على إسبانيا. ولن تنزع القوات الدولية سلاح"حزب الله". ونحن ذاهبون الى لبنان، والى الحدود مع اسرائيل، في مغامرة أوروبية بقيادة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لأسباب تاريخية. وتقتصر مهمة ألمانيا على مراقبة مياه البحر المتوسط ومطار العاصمة بيروت، واعتراض وصول أسلحة الى"حزب الله". فألمانيا تفادت احتمال مواجهة قواتها القوات الإسرائيلية. وأتاح الموقف الأوروبي رفع الحصار الإسرائيلي عن لبنان، ووصول المساعدات الإنسانية، واستعادته حياته اليومية تمهيداً لإعادة الاعمار. ولا ريب في أن مهمة القوات الدولية حيادية. ولكن هذه القوات تواجه خطر الظهور بمظهر المنحاز الى طرف دون غيره. ويحتاج لبنان الى استراتيجية سياسية تحول وقف اطلاق النار الى مسيرة سلام. ويرى أنان أن الظروف مناسبة لتحقيقها. غير أن المفاهيم العسكرية مختلفة. فوجود جيشنا بلبنان يفترض تحديد موعد الخروج من لبنان، على نحو ما حددنا موعد الدخول. وعلينا تذكر أن مهمة القوات الدولية بدأت في تلك المنطقة من العالم منذ 28 عاماً. فالمشاركة في القوات الدولية بلبنان قانونية، وحظيت بإجماع البرلمان. ولكن علينا تحديد موعد الانسحاب من لبنان. عن "ال باييس" الاسبانية، 8/9/2006