سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام للأمم المتحدة يلتقي بري والسنيورة وفنيش ويؤكد ارتياحه الى التزام لبنان القرار 1701 و السعي الى حل طويل الامد . أنان : ما زلنا امام اخطار تجدد القتال ولا بد من منطقة خالية من السلاح في الجنوب
نوه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بوحدة الشعب اللبناني عقب المأساة الجديدة التي تعرض لها، مؤكداً ان مجيئه الى لبنان"هو من أجل مساعدته ومساندته وخدمته في تحقيق قراره الوطني بتعزيز قواته واستقراره واستقلاله بناء للقرار الدولي 1701". وسمع أنان من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة التزام لبنان بتنفيذ القرار المذكور ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، في حين اكد السنيورة"تلهف لبنان للسيطرة على كل الحدود البرية ونقاط العبور". وقال أنان في ختام محادثات اليوم الاول مع بري والسنيورة ولقاء في السرايا الحكومية مع وزير الطاقة محمد فنيش الذي يمثل"حزب الله"في الحكومة اللبنانية:"حان الوقت لأن نتطلع الى المستقبل، وان ننظر الى مرحلة ما بعد الحرب على انها فرصة للسلام والازدهار والاستقرار في لبنان وعلينا جميعاً ان نعمل معاً من اجل اعادة إعمار لبنان وإيجاد بيئة آمنة وهادئة، وهذا يشمل إزالة الألغام الارضية والمواد التي لم تنفجر بعد من بقايا الحرب، وان نكرس كل مواردنا لمساعدة الشعب اللبناني وسنستمر بذلك بمساعدة شركائنا الدوليين". وشدد أنان على ضرورة"وجود قانون واحد وسلطة واحدة وسلاح واحد"، وحث الاسرائيليين"على رفع الحصار عن لبنان". وقال:"سأعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق ذلك"، مجدداً دعوته لاطلاق سراح المختطفين وان ينقلوا تحت وصاية الصليب الاحمر، اما الى الحكومة اللبنانية او لطرف ثالث،"ونحن كأمم متحدة كلنا على استعداد لنقوم بدور اذا طلب منا ذلك". وأشار أنان في مؤتمر صحافي عقده في السرايا الى ان البحث خلال المحادثات تطرق الى مسألة الأسرى وبنود تنفيذ القرار 1701، معرباً عن اعتقاده"بأننا ما زلنا امام مخاطر عودة الاعتداء والقتال"، وقال:"ان جهودنا لتحقيق وقف لاطلاق النار دائم مبني على القرار 1701، وهو عبارة عن قائمة موحدة وليست متعددة الخيارات، بمعنى ان القرار المذكور يجب ان ينفذ بكامله وبكل نقاطه ومن جانب كل الاطراف". وأعرب أنان عن سعادته لتخصيص الدول الاوروبية سبعة آلاف جندي للمشاركة ضمن قوات"يونيفيل"، وقال:"نحن نعمل مع دول أخرى ايضاً لتوفير المساعدة لهذه القوات ونتوقع مشاركة قوات من دول اسلامية وأنا سعيد بأننا بدأنا في نشر القوات، بدأت فرنسا وإيطاليا ستتبعها قريباً، وفي المرحلة الاولى نريد ان ننشر بأسرع وقت ممكن 3500 جندي ومن ثم سننتقل الى المرحلتين الثانية والثالثة، ولتجنب عودة القتال على جميع الاطراف ان تحترم الخط الازرق في شكل كامل وان تمنع أي هجمات عبر الحدود". وأبدى إعجابه بپ"الاحترام الذي يبديه لبنان للخط الازرق منذ وقف القتال والالتزام الذي شاهدته هنا من اجل وقف القتال، لا بد من وقف كامل ولا بد من ان تكون لدينا منطقة خالية من السلاح في الجنوب من دون أي شروط، من خلال اتفاق دولي، وكل البنود الواردة في اتفاق الطائف لا بد من تنفيذها وخصوصاً ما تضمنه لجهة نزع السلاح من كل الميليشيات المسلحة في لبنان ما سيعزز وحدة لبنان". وحرص أنان على القول:"اننا نريد ان نرى دول الجوار تبدي تعاونها التام والكامل لكل القضايا العالقة والمتعلقة بالمسائل الحدودية وأنوي ان اطرح هذه القضية في زياراتي الى المنطقة، كما علينا ان نتخذ كل الخطوات اللازمة لتحويل وقف القتال الى وقف دائم لاطلاق النار وسلام شامل ودائم يجلب الحل الكامل للصراع في الشرق الاوسط". وشكر أنان الحكومة اللبنانية على الجهود التي قامت بها"لتأمين حدودها البرية والبحرية والجوية وأعتقد بأن على دول الجوار ان تفعل الشيء ذاته، والحكومة اللبنانية تقوم بخطوات ملموسة لضمان تحقيق هذا الامر ومن المهم ان تتم حماية الحدود وألا تكون هناك محاولات لإعادة التسلل، لبنان عانى الكثير من النزاعات ووجود السلاح ولا نريد عودة القتال، على لبنان ان يحترم حدوده وعلى كل الدول ان تحترم القرار الدولي". ورداً على الاسئلة، اشار أنان الى انه"ناقش مع الوزير فنيش وفي الاجتماع الموسع مسألة الجنديين المختطفين وضرورة اطلاق سراحهما وكذلك الاسرى اللبنانيين". ولفت الى"ان لا سلاح في الجنوب وفق القرار 1701 سوى سلاح الجيش اللبناني والقوات الدولية"، وقال:"الجيش الاسرائيلي سيغادر ولن يترك سلاحاً ولا بد من نزع السلاح كاملاً ويجب على الشعب ان يتفق وفق إجماع سياسي على ان السلاح يجب ان يكون فقط مع الدولة، واذا استخدم سلاح يعرضنا للخطر فلا بد من ان القوات الدولية ستتدخل، ولن تفتش هذه القوات البيوت بحثاً عن الاسلحة، هذه ليست مهمتها". وشدد على ان قوات"يونيفيل"ليست عدواً لأي من الطرفين، مشيراً الى"ان الجنود مدربون والقيادات واعية ويمكنهم ان يتصرفوا في ظروف يشعرون فيها ان أرواحهم معرضة للخطر وإذا تعرضوا للهجوم فإنهم سيدافعون عن أنفسهم، هذا جزء من صلاحياتهم الدفاع عن انفسهم، وكذلك إذا رأوا مدنيين في المنطقة التي تتعرض للهجوم يجب ان يدافعوا عنهم، لكنهم ليسوا هنا للقتال". وعن مستقبل لبنان في حال عدم نزع سلاح"حزب الله"، قال أنان:"علينا ان ننظر الى التاريخ وحالات عبر العالم، حيث الكثير من المجموعات المسلحة نُزع سلاحها من خلال اتفاق وتفاهم سياسيين، وبطرق اخرى، ولهذا السبب فإن الحوار الذي كان قائماً في هذا البلد قبل الحرب على جدول اعماله نزع السلاح ويجب ان تحل المسألة في نهاية المطاف وأنا على ثقة بأن معظم اللبنانيين يريدون رؤية مجتمع خالٍ من السلاح وحيث السلطة الوحيدة والسلاح الوحيد بإشراف الحكومة اللبنانية، لذا دعونا لا نغش أنفسنا ونعتبر ان نزع السلاح يأتي من خلال القوة، انظروا من حولكم، انظروا الى التاريخ، ومعظم الحالات، ان مجموعات كانت مسلحة وهي أصبحت اليوم ضمن حكومات حرة". وكان انان وصل ظهر امس، الى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من اسبانيا على متن طائرة خاصة تابعة للقوات الجوية الاسبانية، وضم الوفد الذي رافقه: موفد أنان الى الشرق الاوسط لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، مستشاري انان سيجي ناميبار وابراهيم غمبري، والمسؤول في الاممالمتحدة مايكل ويليامس. وقبل هبوط الطائرة في المطار، حلقت على علو مخفوض فوق الضاحية الجنوبية، لإطلاع أنان على ما اصابها من دمار بفعل العدوان الإسرائيلي. وكان في استقبال أنان والوفد المرافق في المطار وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، الممثل الشخصي لأنان في لبنان غير بيدرسون. السنيورة مرتاح وانتقل أنان في الثانية بعد الظهر الى السرايا الكبيرة حيث عقد اول لقاء مع الرئيس السنيورة في حضور صلوخ والوفد المرافق لانان. ولم يدل انان بعد اللقاء الذي استمر نحو ساعة وربع الساعة باي تصريح. وجرى استقبال انان بمراسم مخصصة لرؤساء الدول، وأدت له ثلة من الحرس الحكومي التحية. وفي دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء، قال السنيورة:"نتوقع خيراً من هذه المحادثات، وعلى صعيد فك الحصار فإن هذا الأمر سيحصل إن شاء الله ولكن ليس خلال 24 ساعة". وشدد السنيورة الى انه تم التطرق الى موضوع مزارع شبعا بپ"إسهاب". اما عن موضوع الإفراج عن الجنديين الأسيرين لدى"حزب الله"، فقال السنيورة:"ناقشنا ذلك بين أمور أخرى، وأنا مرتاح إلى المناقشات التي كانت لدينا". وكان السنيورة ترأس في التاسعة صباحاً اجتماعاً امنياً تنسيقياً للاجتماع الموسع الذي عقد لاحقاً مع انان. وحضر الاجتماع التحضيري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري. لقاء بري ومزارع شبعا واستقبل انان في مقر الرئاسة الثانية بالسجاد الاحمر الذي امتد حتى الطريق الخارجي، وحين وصل في الثالثة والثلث ادت ثلة من قوى الحرس التحية العسكرية واستقبله الرئيس بري وانتقلا على الفور الى عقد اجتماع شارك فيه فريق عمل المسؤول الدولي، والوزير صلوخ والمسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة"أمل"علي حمدان، واستمر اللقاء حتى الرابعة والدقيقة الخامسة. وعلمت"الحياة"من مصادر دولية ان انان ابدى تفاؤله بالوصول الى فك الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان. واعتبر بري ان جولة انان مفيدة وتساعد على استقرار البلد، لكنه لفت الى ان"حزب الله"يمارس اقصى درجات ضبط النفس في الوقت الذي تواصل اسرائيل استفزازتها من خلال عملية بوداي والخروق الجوية الاخرى، وقال انه تواصل مع الحزب واكد مسؤولوه له انهم لن يستدرجوا،"لكن المشكلة الاساسية ان اسرائيل لا تنفذ القرار 1701 في الوقت الذي يلتزم فيه لبنان بتنفيذه ثم ان الحصار على الموانئ اللبنانية مرفوض". واعلن انان انه سيسعى الى الحصول من إسرائيل على خرائط الالغام والقنابل العنقودية التي شكا منها بري والتي تؤدي الى وقوع المزيد من الضحايا في الجنوب، ونوه انان بمبادرات بري ان لجهة الحوار الداخلي او لجهة تحركه السياسي خلال الحرب، ولفت الى ان موضوع سلاح"حزب الله"شأن داخلي ولا تطرحه الأممالمتحدة الآن. وشدد بري في المقابل على ان موضوع السلاح لا يقفل بشكل تام الا عندما يقفل ملف مزارع شبعا". انان: سلام طويل المدى وقال انان بعد اللقاء:"أجريت لقاء جيداً جداً مع الرئيس بري وناقشنا الحرب وتداعياتها وتطبيق القرار 1701، وأكد الرئيس بري تصميم حكومة لبنان وشعبه على تطبيق هذا القرار بأمانة، على أمل أن تقوم الحكومة الاسرائيلية بالأمر نفسه. هناك الكثير من العمل يجب ان نقوم به، عملنا معاً خلال الحرب لتقديم اغاثة المحتاجين، والآن ندخل عملية النهوض واعادة الاعمار والتطبيق الكامل للقرار 1701". وحرص انان على ابداء تعاطفه وتقديم تعازيه الحارة الى"الذين خسروا احباءهم. وقال:"إن المجتمع الدولي متضامن معكم، كما ظهر ذلك في بروكسيل الجمعة الماضي عندما قرر الاتحاد الاوروبي المشاركة بأكثر من سبعة آلاف جندي للعمل في الجنوب من أجل تأمين سلام طويل الامد". بري: الخروق والحصار ورحب بري"باسم لبنان بالامين العام للامم المتحدة الذي سبقت زيارته للبنان مواقف لمصلحة لبنان وشعبه ولمصلحة السلم فيه وفي هذه المنطقة. وكما تفضل وقال كانت جولة مناقشات مفيدة للغاية وجرى التركيز أيضاً على موضوع الحصار المستمر وبالتالي الخرق للقرار 1701 بالنسبة الى مطار بيروت والمرافئ اللبنانية، كما جرى عرض لكل الخروق التي حصلت للقرار 1701 في الوقت الذي قام لبنان فيه منذ اليوم الاول بكل واجباته لأجل احترام هذا القرار وتطبيقه، ولم ننس أيضاً تحسين هذه الظروف للبحث في ضرورة تحسين العلاقات اللبنانية - السورية في سبيل الوصول الى الغاية المنشودة اكثر فأكثر". في الضاحية جال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في الضاحية الجنوبية لبيروت برفقة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والنائب علي عمار. وساروا في شارع عباس الموسوي المدمّر في منطقة حارة حريك. واستُقبل أنان بهتافات"الله نصر الله والضاحية كلها"وصور الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله وأعلام الحزب، وبثت مكبرات الصوت اناشيد المقاومة، كما رُفعت صور تندد بالإرهاب وتغاضي الأممالمتحدة عن ذلك، وحاولت نسوة وشباب لصقها على السيارات المرافقة، في حين احيطت سيارة أنان بعناصر من أمن"حزب الله"وقوى الأمن الداخلي. وأُطلقت هتافات منددة بالمجازر.