أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أمس، في بيان أن روسيا ترى أن وقفاً"فورياً"للنار بات ضرورياً اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد مجزرة قانا التي تشكل"انتهاكاً فاضحاً"للقانون الانساني. وقال كامينين في أول رد فعل روسي رسمي على قصف قانا حيث قتل حوالي 60 مدنياً بينهم 37 طفلاً أول من أمس إن"مأساة قانا تؤكد مجدداً في وضوح ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية واراقة الدماء واعمال العنف في لبنان". وأضاف أن"هذا ما تحاول روسيا التوصل اليه أسوة بغالبية المجتمع الدولي". وتابع:"لا يمكننا أن نقبل بمنطق أولئك الذين يتحججون بذرائع مختلفة لتأخير التوصل الى وقف للنار، وخصوصاً أن الأسرة الدولية توصلت الى توافق يتعلق بالمعايير الرئيسية لايجاد حل للنزاع اللبناني - الاسرائيلي". الى ذلك، اعتبرت الصحف الروسية أن مأساة قانا قد تكلف اسرائيل"ثمناً باهظاً"يتعلق بصورتها ودعمها السياسي، منددة بالقصف الاسرائيلي. وكتبت صحيفة"كومرسانت"للاعمال في عنوان صفحتها الاولى أن قصف قانا"قد يكلف الاسرائيليين ثمناً باهظاً". وتساءلت أنه عندما يكون"عدد الاطفال المقتولين اكبر من عدد الرجال المسلحين بالرشاشات وقاذفات القنابل بعشر مرات، هل نستطيع أن نتحدث عن حرب على الارهاب؟". اما صحيفة"ايزفيستيا"، فرأت أن"الطيران الاسرائيلي أزال كل الآمال في حل سريع للحرب في لبنان". وتساءلت بمرارة:"هل كان الاطفال الذين قتلوا في قانا عناصر في حزب الله؟". واشارت صحيفة"غازيتا"الى أن"احداث الاحد في قانا ستسبب ضرراً لا يمكن اصلاحه في صورة الجيش الاسرائيلي"المكافح للارهاب"". لكن الصحيفة رأت أن"بيروت اصبحت معزولة تماماً ديبلوماسياً"بعد رفضها استقبال الوزيرة الاميركية كوندوليزا رايس، وهو ما قد يؤدي الى"اعمال عسكرية"جديدة في الشرق الأوسط. وفي غضون ذلك، تزايدت الدعوات في موسكو لممارسة ضغوط على اسرائيل لوقف هجومها على لبنان. واعتبر رئيس لجنة الشيوخ الخارجية في البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيف أن تل ابيب تتحمل"المسؤولية الكاملة عن تصاعد العنف في منطقة الشرق الاوسط"، ووصف مجزرة قانا بانها"مأساة غير مسبوقة تدل على هشاشة الدعاية حول شن عمليات عسكرية ضد ارهابيين". من جهته، حمل رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف في شدة على الحكومة الاسرائيلية، واعتبر أن اسرائيل عبر هجومها على لبنان تنفذ مخططاً كان متوقعاً منذ وقت طويل، ويهدف الى التهرب من تنفيذ الالتزامات المطلوبة منها على صعيد خطة"خريطة الطريق"والمضي في تكريس واقع جديد لرسم حدود لاسرائيل من طرف واحد. واضاف بريماكوف أن ما تفعله إسرائيل الآن يخرج عن نطاق محاربة الإرهاب، معتبراً ان تل ابيب"لا تقاتل حزب الله فحسب بل تحارب المدنيين اللبنانيين". واعرب عن قناعته بصعوبة نزع سلاح"حزب الله"، مشيراً الى ان"من السذاجة ان نظن بان الدولة اللبنانية ستكون قادرة على ذلك بعد كل ما حدث".