أثارت المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا إدانة عربية واسعة، وعززت المطالبات بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار. ودعت الجامعة العربية إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات القصف، كما طالبت الدول الأعضاء بالإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية للبنان واتخاذ الخطوات المطلوبة للتعبير عن تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني وحكومته. وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي أطلع العاهل السعودي على"ما يجري في لبنان في الوقت الراهن وتفاصيل المجزرة الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل في قانا بحق لبنان وراح ضحيتها عشرات الأبرياء"، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وأحاط السنيورة الملك عبدالله بأن لبنان ليس مستعداً لإجراء أي محادثات قبل التوصل إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، إلى جانب إجراء تحقيق دولي في المجازر الإسرائيلية التي تجري في لبنان. وأبدى خادم الحرمين الشريفين تأييده للموقف اللبناني، مؤكداً مواصلة المملكة دعمها ووقوفها إلى جانب لبنان في كل الظروف. ووصف الأمين العام للجامعة عمرو موسى الاعتداء على قانا بأنه"همجي"، واعتبره"تأكيداً آخر على النيات الإسرائيلية العدوانية، يكرس تجاهل إسرائيل التزاماتها الدولية ومخالفاتها القانون الدولي". وطالب مجلس الأمن"بالاضطلاع بمسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف تلك العمليات فوراً"، كما دعا إلى"إجراء تحقيق دولي في هذه المجزرة وغيرها من جرائم الحرب الإسرائيلية". وفي دمشق، وصف الرئيس السوري بشار الأسد"المجزرة البشعة"في بلدة قانا بأنها"إرهاب دولة". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن الاسد أنه"أعرب عن الصدمة والألم للمجزرة البشعة التي ارتكبتها اسرائيل"خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني اميل لحود. واتصل رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري بنظيره اللبناني فؤاد السنيورة مجددا"تضامن سورية التام مع لبنان الشقيق". وأجرى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع اتصالاً برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مؤكداً"تضامن سورية مع لبنان في موقفه المشرف وصموده البطولي". ودانت الرئاسة المصرية القصف الإسرائيلي"غير المسؤول"على قانا. وشددت في بيان أمس على"الحاجة الملحة إلى سعي دولي جاد لإصدار مجلس الأمن قراراً عاجلاً بوقف العمليات العسكرية على الفور". ودعت"أعضاء المجلس والدول الدائمة العضوية بوجه خاص إلى تحمل مسؤولياتهم". وأكد"مساندة مصر ودعمها للنقاط التي طرحها السنيورة أمام اجتماع روما، وما تمثله من أساس عملي وواقعي لأنهاء الأزمة". وفي عمان، استنكر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مجزرة قانا، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار. وجاء في بيان أصدره الديوان الملكي أمس إن العاهل الاردني يدين"بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة قانا". وأكد أن"هذا العدوان الإجرامي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون والمواثيق الدولية كافة". وأشار العاهل الأردني إلى أن بلاده"ستواصل مع القوى المؤثرة في العالم ممارسة الضغوط لوقف فوري وشامل لاطلاق النار". وسارعت السلطة الفلسطينية إلى إدانة"الجريمة الاسرائيلية". وأعلن الرئيس محمود عباس أنه يؤيد قرار الحكومة اللبنانية"رفض إجراء أي مفاوضات سياسية"قبل وقف النار. وأكد"تأييد الشعب الفلسطيني للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية في قرارها رفض إجراء أي مفاوضات سياسية مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبل إصدار قرار بوقف إطلاق النار". وقال:"نحن معهم من دون نقاش وندعم ونؤيد أي قرار يتخذونه". وأشار إلى أنه اتصل بلحود والسنيورة وأعرب لهما عن مواساة الشعب الفلسطيني للبنانيين في"جريمة قانا والجرائم الاخرى وكان هناك اتفاق على ان نطالب جميعا كعرب بوقف اطلاق النار قبل البحث في أي تفاوض سياسي ... لأنه لا يمكن أن يتحمل أي بشر مثل هذه الجرائم ولا يمكن ان تكون هناك مفاوضات في ظل ارتكابها". وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في بداية جلسة الحكومة أمس أن"هذه المعركة والحرب المفتوحة لن تحقق اهدافها في كسر إرادة الشعبين اللبناني والفلسطيني، إرادة الصمود والمقاومة، بل ستفشل". وأضاف:"أصبنا بالصدمة جراء هذه المشاهد البشعة". واتهم المجتمع الدولي بالتباطؤ في"لجم هذا الانفلات الجنوني للاحتلال الاسرائيلي". وأضاف:"مع الاسف، فإن الولاياتالمتحدة تمنح إسرائيل ضوءاً أخضر ومباركة على قتلها الأطفال والنساء وارتكابها المجازر البشعة ضد المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين". ودعا الاممالمتحدة ومجلس الامن إلى"فرض عقوبات على اسرائيل بسبب مخالفتها القانون الدولي وتجاوزها لكل الحدود". وفي السياق نفسه، أكدت الإمارات تأييدها موقف الحكومة اللبنانية. ودان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد"المذبحة البشعة التي تقشعر لها الأبدان وتهز الوجدان الإنساني". واعتبر أنها"دليل جديد على السياسة المنهجية الثابتة لإسرائيل في استخدام أسلحتها التدميرية للقتل من دون تمييز ومن دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية". وفي الجزائر، دانت وزارة الخارجية"بشدة"القصف على قانا. ودعت إلى"يقظة ضمير وانتفاضة جماعية للأسرة الدولية". وقالت في بيان إن"الجزائر تدين بشدة هذا العمل الاجرامي الذي لا مبرر له وتنحني باحترام أمام ضحايا مجزرة قانا وغيرهم من ضحايا العدوان الاسرائيلي". وأشارت إلى أن"قتل عشرات المدنيين اللبنانيين في بلدة قانا الشهيدة للمرة الثانية دليل على الانهيار الاخلاقي والسياسي لمن يشن حربا ظالمة على الشعب اللبناني منذ اكثر من أسبوعين". وأعربت عن تضامن الجزائر مع"حزب الله"، مشيرة إلى أنها"تنحني أيضا أمام المقاومة الباسلة لطلائع الشعب اللبناني وللصمود الرائع لجميع المواطنين اللبنانيين في هذه المحنة الرهيبة". وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس:"ندين بكل شدة العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق، وكذا الاستخدام المفرط للقوة العسكرية ضده وتدمير بنياته التحتية ومنشآته الحيوية". وأعرب عن قلقه المتزايد ازاء"التطورات المأسوية"، داعياً المجتمع الدولي إلى"اتخاذ القرارات الحازمة الكفيلة بتجنب التصعيد". وأعربت تونس عن صدمتها إزاء"المجزرة البشعة"في قانا. وقال بيان حكومي إن"تونس تعرب عن عميق صدمتها وذهولها إزاء المجزرة البشعة في قانا ... وتعمد إسرائيل قصف مدنيين أبرياء جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ العزل في تحد صارخ للقيم الإنسانية والمواثيق الشرعية والدولية". وأضاف أن تونس"إذ تشجب بشدة هذا التصرف الإجرامي الغادر، فإنها تؤكد أن الأطراف الدولية الفاعلة تتحمل مسؤولية فرض وقف إطلاق النار بشكل فوري". وجدد دعوة المجموعة الدولية إلى"إيفاد قوة دولية لحفظ السلام في المنطقة تحت راية الاممالمتحدة". وفي بكين، أجرى الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني داى بينغ قوه. وأعرب عن"القلق البالغ الذي يعتري المملكة العربية السعودية إزاء الوضع الحالي في لبنان وتدهوره وترديه وتفاقمه"، داعياً المجتمع الدولي إلى"حض الطرفين المتنازعين على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إلى الشعب اللبناني". وقال إن"المملكة تشيد بالجهود الايجابية التي تبذلها الصين لتخفيف حدة النزاع بين إسرائيل ولبنان"، معرباً عن أمله في أن تضطلع بكين"بدور أكبر". واستدعى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، بعد عودته من زيارة قصيرة إلى دمشق، السفيرين الإسرائيلي شالوم كوهين والأميركي فرانسيس ريتشاردوني المعتمدين لدى القاهرة، لإبلاغهما"الغضب المصري الشديد والإدانة الكاملة لعملية القصف الإسرائيلي للمدنيين في لبنان". وحمّل الحكومة الإسرائيلية"المسؤولية الكاملة عما حدث في قانا"، مشدداً على"ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع العمليات العسكرية". وكلف أبو الغيط السفير الأميركي بنقل"رسالة شفهية إلى وزيرة خارجية بلاده كوندوليزا رايس تتضمن تأكيداً مصرياً على ضرورة التحرك من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وأهمية نهوض الولاياتالمتحدة بمسؤولياتها في وقف التصعيد وصولاً إلى وقف لإطلاق النار فوراً".