سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفريق الدولي يختتم مهمته في دارفور ... وتشاد تشكو الخرطوم إلى مجلس الأمن ... وافورقي اليوم في السودان . المحادثات بين الحكومة السودانية و "جبهة الشرق" تبدأ غداً في أسمرا
اختتم فريق مشترك من مجلس الأمن والاتحاد الافريقي مهمته الساعية إلى التمهيد لنشر قوات دولية في إقليم دارفور، بزيارة مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد الذين طالبوا بتدخل دولي سريع، فيما شددت الخرطوم على"عدم الحاجة إلى قوات دولية"في حال دعم قوات حفظ السلام الافريقية في الإقليم. ويبدأ اليوم الرئيس الاريتري أساياس أفورقي زيارة نادرة إلى السودان، قبل يوم من المفاوضات التي تنطلق غداً في أسمرا بين الحكومة السودانية ومتمردي"جبهة الشرق"، برعاية اريترية. وحشدت الخرطوم 150 من الزعامات القبلية في المنطقة، للمشاركة في المحادثات الأكبر من نوعها. واتهم الرئيس التشادي إدريس ديبي السودان بتصدير الحرب إلى بلاده. وقال خلال لقائه الفريق الدولي في العاصمة التشادية نجامينا إن التهديد الأمني الذي تتعرض له بلاده ومنطقة وسط افريقيا هو"من عمل الخرطوم". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن وزير خارجيته أحمد علامي قوله إن بلاده سترفع شكوى إلى مجلس الامن ضد السودان الذي"يتدخل لمساعدة المتمردين التشاديين"، بعد"عجز وساطة الاتحاد الافريقي الذي كان تعهد في اتفاق طرابلس بوقف العدوان السوداني". لكن مسؤولاً سودانياً رفيع المستوى رفض تصريحات ديبي. ووصف اتهامه بأنه"ضعيف ولا يسنده دليل أو منطق". وقال ل"الحياة"إن"الرئيس التشادي يحاول صرف الانظار عن الاوضاع السيئة التي تعيشها بلاده، وإيجاد مشجب لتعليق مشاكله"، مؤكدا أن"الخرطوم لا تتدخل في شؤون الدول الاخرى، ولا مصلحة لها في خلق اضطراب في المنطقة". وكان اللاجئون السودانيون في مخيم"جبل"شرق تشاد استقبلوا وفد مجلس الأمن، أول من أمس، بتظاهرة معادية لاتفاق ابوجا، مطالبين بإرسال قوة دولية إلى دارفور. ورفعوا لافتات كتبوا عليها بالانكليزية:"لا لسلام ابوجا، لا لميناوي، نريد كتيبة سلام للامم المتحدة في دارفور". ويضم المخيم نحو 15 ألف سوداني من دارفور، معظمهم من قبائل افريقية. ووصف رئيس الوفد السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة جونز بيري الأوضاع في المخيمات بأنها"فظيعة". وزار الوفد مخيم"غوروكون"الذي يضم نحو 12 ألف تشادي، طردوا من قراهم القريبة من الحدود بسبب الهجمات المتكررة لميليشيا"الجنجاويد"المتحالفة مع الخرطوم. وأنهى الوفد الدولي زيارته في تشاد، لينتقل إلى الكونغو الديموقراطية قبل أن يعود غداً إلى نيويورك. وفي القاهرة، شدد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني على أن"الحكومة السودانية ما زالت عند موقفها من نشر قوات دولية في دارفور، إذ تؤكد أهمية تقديم الدعم اللوجستي إلى قوات الاتحاد الافريقي، حتى تصبح قادرة على القيام بمهمتها وتحقيق الأمن في دارفور، وبالتالي لن تكون هناك حاجة إلى قوات أخرى"، لافتاً إلى أن بلاده"ستقوم الأوضاع"في الإقليم، بعد انتهاء زيارة الوفد، معتبراً أن"الوضع في دارفور يتجه إلى التهدئة". من جهة أخرى، أشار إسماعيل إلى أن المحادثات مع متمردي شرق السودان، ستبدأ غداً برعاية اريترية في أسمرا. وقال عقب لقائه الرئيس حسني مبارك أمس، إنه يأمل في أن تسفر المحادثات عن"اتفاق سلام شامل كامل، حتى ننتهي من النزاعات في الجنوب والشرق والغرب. ونتمنى أن نتفرغ بعد ذلك لإعادة الإعمار والبناء". وعلمت"الحياة"في الخرطوم أن إسماعيل سيرأس الوفد السوداني إلى المفاوضات، إلى جانب وزير الحكم الاتحادي عبد الباسط سبدرات وقيادات"الحركة الشعبية"وولاة الشرق الثلاثة وزعماء القبائل، فيما يرأس وفد المتمردين رئيس جبهة الشرق موسى محمد أحمد. ويستبق اليوم الرئيس الاريتري أساياس أفورقي المحادثات التي لعب دوراً كبيراً في ترتيبها، بزيارة نادرة إلى السودان، بعد خصومة طويلة بين البلدين، فيما حشدت الحكومة السودانية عدداً كبيراً من زعماء قبائل الشرق للمشاركة في المفاوضات. وقال المسؤول في الخارجية الاريترية محمد عمر محمود ل الحياة"إن أفورقي سيصل اليوم إلى الخرطوم"لبحث العلاقات بين البلدين والقضايا المشتركة مثل ملف الشرق، بالاضافة الى الاوضاع في دارفور". وتمثل الزيارة التي جاءت بناءً على دعوة من الرئيس السوداني عمر البشير نقطة تحول في العلاقات المتوترة منذ العام 1994 بين الخرطوم واسمرا، بعدما اتهمت اريتريا السودان بدعم جماعات إسلامية مناوئة لأفورقي، ثم دعوة أسمرا المعارضة السودانية المسلحة لتسلم مباني سفارة الخرطوم لديها، ودعمها لاسقاط نظام البشير. في غضون ذلك، نجا رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي ومرافقوه من حادث سقوط طائرة كانت تقلهم من الخرطوم إلى مدينة المجلد غرب السودان، عندما انحرفت عن مدرج مطار المدينة لدى هبوطها بسبب تلف إطاراتها. ولم يصب أي من الركاب بأذى. وباشر المهدي رحلته إلى المجلد التي تعد أحد معاقل حزبه. وخاطب حشداً من أنصاره فى المدينة، منتقداً حزب"المؤتمر الوطني"الحاكم.