اتهم المدير العام للاستخبارات والأمن السوداني اللواء صلاح عبدالله المانيا والولايات المتحدة بتأجيج النزاع في دارفور، وكشف عن فشل ثلاث محاولات للحوار مع زعيم حزب"المؤتمر الشعبي"الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ آذار مارس الماضي ورفض الخرطوم عرضاً من رئيس"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض محمد عثمان الميرغني لتسوية الخلافات مع اريتريا. وقال عبدالله في حديث مع الجالية السودانية في منزل سفير السودان في الرياض وزعه مركز اعلامي رسمي في الخرطوم امس ان حكومته فتحت حواراً مع الترابي ثلاث مرات لاقناعه بنبذ العنف ووقف محاولات الاستيلاء على السلطة بالقوة وابدت حسن نية بالافراج عن مجموعة من معتقلي حزبه، لكنه ضرب بهذه المحاولات عرض الحائط وسعى الى قلب نظام الحكم. وأوضح ان حكومته ستصدر قانوناً جديداً لتنظيم العمل الحزبي في البلاد وكفالة أجواء صحية لممارسة سياسية راشدة ومسؤولة والتداول السلمي للسلطة. وكشف ان احتياطي السودان من العملات الحرة بلغ اكثر من بليون دولار أميركي للمرة الأولى في تاريخه، مشيراً إلى أن توقف الحرب في الجنوب التي كانت تستنزف موارد البلاد أدى إلى استقرار حقيقي. وذكر عبدالله أن الخرطوم رفضت عرضاً من الميرغني لتسوية الخلافات مع اريتريا، لأنه اشترط حضور النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ورئيس"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق إلى أسمرا وعقد لقاء مع الرئيس أساياس أفورقي، موضحاً أن هذه الشروط ليست لها صلة بالقضية السودانية ووراءها"أجندة أجنبية". واتهم مدير الاستخبارات السلطات الاريترية بتحريض فصيلي"مؤتمر البجا"و"الأسود الحرة"وسحبهما من محادثات حكومته مع"التجمع"المعارض في القاهرة وتشكيل تحالف مسلح جديد في شرق السودان لمناهضة الحكومة. كما اتهم عناصر"الحزب الشيوعي"بالوقوف خلف الأحداث التي شهدتها بورتسودان أخيراً وأوقعت 19 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً، وتوعد بمحاسبة الذين افرطوا في استخدام القوة وتقديمهم إلى المحاكمة بعد فراغ لجنة تحقق في ما حدث من مهمتها. وأضاف ان جهات في المانيا ترفع شعار حقوق الإنسان والعمل الانساني واللوبي اليهودي في اميركا وراء تأجيج الصراع في دارفور وتصعيده دولياً. وتلقى الرئيس عمر البشير أمس دعوة من نظيره التشادي ادريس ديبي للمشاركة في قمة تجمعهما إلى الرئيس النيجيري رئيس الاتحاد الافريقي اولوسيغون أوباسانجو في نجامينا الثلثاء المقبل، لتهدئة الأوضاع في دارفور والزام أطراف النزاع باحترام وقف النار. واستقبل البشير في مقر اقامته وزير الخارجية التشادي الذي نقل إليه رسالة من ديبي، وعرضا تدهور الأوضاع في دارفور، وشددا على ضرورة احترام وقف النار وتهيئة الأجواء لانجاح جولة المحادثات المقبلة بين الحكومة ومتمردي دارفور في أبوجا.