تشهد طرابلس اليوم قمة افريقية مصغرة تجمع رؤساء مصر وليبيا والسودان ونيجيريا وتشاد والغابون لتسريع تسوية أزمة اقليم دارفور السوداني وتعزيز الدور الافريقي في حل الأزمة. ويتوقع ان يعقد على هامش القمة لقاءان مهمان يجمع الأول الرئيس عمر البشير ونظيره الاريتري اسياس افورقي لاحتواء الخلافات بين بلديهما والآخر بين البشير وقادة متمردي دارفور. وتوجه البشير عصر أمس الى طرابلس يرافقه وزيرا الزراعة، الدكتور مجذوب الخليفة والاستثمار الشريف أحمد عمر وسينضم اليهما هناك وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. وقال اسماعيل ان القمة التي سيشارك فيها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ستعمل على تهيئة الأوضاع وايجاد معالجة حاسمة ونهائية لأزمة دارفور، بعد تجديد أطراف النزاع التزامهم وقف النار والعودة الى طاولة المحادثات في أبوجا من دون شروط. وذكر وزير الدولة للخارجية التجاني فضيل ان مبعوث الاتحاد الافريقي السفير سام ايبوك الذي كان من المقرر ان يصل الى الخرطوم أمس ارجأ زيارته الى نهاية الاسبوع في انتظار نتائج قمة طرابلس، موضحاً انه سيحدد مع المسؤولين موعد استئناف مفاوضات أبوجا. ونفى فضيل وجود أي اتجاه الى مشاركة قوات كندية في حفظ السلام في دارفور. وقال ان الرئيس البشير تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الكندي وابلغه ان مبادرة بلاده لارسال مراقبين عسكريين الى دارفور لا تتضمن ارسال قوات، وانما الدعم اللوجستي والفني للاتحاد الافريقي من اجل تسهيل مهماته. وتحدثت تقارير ان طرابلس ستشهد على هامش القمة المصغرة اجتماعين مهمين يعقدهما البشير وافورقي بمبادرة من العقيد معمر القذافي بهدف احتواء الخلافات وانهاء التوتر بين الخرطوم واسمرا. كما سيجتمع البشير مع قادة حركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"من أجل بناء الثقة وتقريب مواقف الطرفين لتسريع حل أزمة الاقليم. لكن فضيل نفى علمه بوجود ترتيبات للقاء البشير وأفورقي، موضحاً ان حكومته لم تتلق اخطاراً رسمياً من ليبيا في هذا الشأن، علماً ان اريتريا ليست جزءاً من القمة المصغرة التي تستضيفها طرابلس. الى ذلك، استبعدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تعيين مبعوث أميركي خاص الى السلام في دارفور خلفاً للمبعوث السابق جون دانفورث. وقالت ان مساعدها روبرت زوليك يقوم بالاعباء التي كان دانفورث مكلفاً بها. وقالت رايس في جلسة استماع نظمتها لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي ان استراتيجية واشنطن في شأن دارفور تتركز حالياً على دعم الاتحاد الافريقي ونشر قواته في المنطقة، موضحة انها تمكنت من اقناع الحلف الاطلسي باستجابة طلب الاتحاد الافريقي تقديم دعم لوجستي الى قواته المنتشرة في دارفور. وأضافت ان بلادها ستعمل بشكل مكثف مع الاتحاد الافريقي وتعزيز دوره للتعامل مع الأوضاع الأمنية والانسانية والتركيز على تطبيق اتفاق السلام في جنوب البلاد وغربها. وينتظر ان ينهي مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي ومسؤول الأمن والسلم في المنظمة الدولية جون ماري والمبعوث الدولي الى السودان يان برونك زيارة لدارفور بعدما تفقدوا مخيمات النازحين واعربوا عن قلقهم إزاء الاوضاع الانسانية وطالبوا بتكثيف الجهود من أجل وضع حد للأزمة التي يعيشها الاقليم. في غضون ذلك، اتهمت السلطات السودانية متمردي شرق السودان بالتخطيط لضرب مرافق حيوية في مناطق قريبة من الحدود المتاخمة لاريتريا. وقال نائب حاكم ولاية كسلا أحمد بابكر دقنة ان السلطات تراقب حشوداً عسكرية للمعارضة في جنوب الولاية وقبالة منطقة خشم القرية.