انتهت قمة طرابلس الافريقية أمس بتأييد موقف السودان من قضية عدم تسليم المتهمين بجرائم الحرب في دارفور الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. ورفضت أي دور"غير افريقي"في هذا الاقليم السوداني المضطرب. وأعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان القمة وضعت"خريطة طريق"لحل أزمة دارفور، وان المفاوضات مع المتمردين ستستأنف نهاية الشهر الجاري في أبوجا. راجع ص 6 وكان لافتاً ان الرئيسين السوداني عمر البشير والاريتري أساياس أفورقي عقدا اجتماعاً على هامش القمة. لكن مسؤولاً اريترياً اعتبر ان"من السابق لأوانه"الحديث عن مصالحة بين أسمرا والخرطوم. وقال ل"الحياة"في أسمرا عبد الله جابر، المسؤول التنظيمي ل"الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة"الحزب الحاكم في اسمرا، ان الرئيس السوداني التقى نظيره الاريتري"على هامش قمة طرابلس"وان ما طرحته الخرطوم عن"قضايا عالقة"خلال لقاء أفورقي والبشير"هي قضايا سودانية تم حل بعضها". ووصف جابر الذي كان ضمن الوفد الاريتري المشارك في القمة، لقاء البشير وافورقي بأنه"لم يسبق له أي ترتيب وكان طبيعياً وعرضياً". وكشف تفاصيل اللقاء قائلاً ان البشير طرح"وجود ملفات عالقة تمثلت في دعم اسمرا للمعارضة السودانية إلا ان افورقي شدد على عدم وجود اي قضايا عالقة بين البلدين". واشار الى"ان القضايا المعنية هي قضايا سودانية بحتة وتم حلها في اتفاق نيافاشا بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، وما تبقى فإن الخرطوم بصدد حلها بحسب ما هو واضح للجميع في بقية المنابر المخصصة لحل قضايا الشرق ودارفور". وذكر جابر ان"أفورقي أوضح للبشير ان العلاقات بين البلدين تقوم على مصالح دائمة يتم التعاطي معها وفق التطورات الراهنة والمستقبلية وهي علاقات طبيعية ولا تحتاج الى مجهودات للتطبيع". وعُلم ان افورقي نقل الرأي ذاته الى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يتوسط بين الخرطوم واسمرا. وعقد الزعيمان السوداني والاريتري قمة رباعية ضمت اليهما الرئيس المصري حسنى مبارك والقذافي. وأكد جابر استعداد اريتريا"للمساهمة في حل ما تبقى من قضايا سودانية واكمال المشوار". الى ذلك، قالت"حركة تحرير السودان"، كبرى الحركات المسلحة في دارفور، ان مليشيات"الجنجاويد"شنّت هجوماً على منطقة عين سرو القريبة من مدينة الفاشر وقتلت إمرأة وجرحت اثنتين. وذكر بيان آخر للحركة ان"القوات الحكومية مدعومة بمليشيات الجنجاويد الذين يمتطون الخيول قامت بالهجوم على شرق عين سيرو". وأكدت"صد الهجوم"، إلا انها اعلنت مصرع القائد الميداني عبد الله حسن الحاج يوسف بخيت أحد مفاوضي حركة تحرير السودان في مفاوضات أبوجا.