تابعنا ما حصل منذ أيام أمام شاشات التلفزة، وما سمعناه وقرأناه بوسائل الاعلام من تراشق وتبادل الاتهامات بين المسؤولين الفلسطينيين المتمثل بحركتي"حماس"وپ"فتح". وهذا ما أثار فضولي وأحزنني كسائر العرب والمسلمين، فكل منهما يخطب ويتحدث ويهاجم الطرف الآخر بسيل من الاتهامات. وان استمر هذا فيؤدي الى انشقاق وفتنة بين الأشقاء والأصدقاء والمناضلين من الشعب الفلسطيني. وربما يكون الأمر مرشحاً لمزيد من التصعيد والاحتقان مما سيؤدي حتماً الى مواجهات لا تحمد عقباها. فحركة"حماس"التي وصلت الى السلطة بخيار الشعب عن طريق صناديق الاقتراع عاجزة عن النهوض في مسؤولياتها التي حملها اياها الشعب الفلسطيني كون العقبات التي وضعت في طريقها كثيرة... من مقاطعات بالجملة من المجتمع الدولي الى التوقف عن المساعدات لحكومة"حماس"الا بشروط معينة ومحددة وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل. أما حركة"فتح"الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية والقائد التاريخي للشعب الفلسطيني والذي تأثرنا ومذ كنا صغاراً بكل رجالاتها وقاداتها فإنها لا تستطيع أن تستوعب انها خرجت من الحكم نتيجة صناديق الاقتراع. وهنا أقول ببساطة ان الشعب قال كلمته، أما لماذا قال كلمته: فأعتقد بأن هنالك جملة أسباب منها: - ان الشعب الفلسطيني مل الوعود والزعامات التي لا تبحث الا عن مكاسب خاصة متناسياً ما يقاسيه الشعب من تنكيل ومصادرة للحقوق. - والأكيد أن الشعب الذي أوصل"حماس"الى السلطة ليس كله ممن ينتسب الى هذه الحركة ولكنه سلم من الجناح الآخر الذي أوصل الشعب الى مراحل متردية وسقيمة. لذلك لا بد من التعقل وايجاد حل سريع من أجل ايقاف هذه المهازل والمهاترات بين القادة من طريق التفكير بحلول تلبي ولو بالحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني كل يوم، والحل هو بالحوار الجدي والمفيد بين قادة"حماس"وقادة"فتح"بل وكل الفصائل الفلسطينية، وان يتنازل كل فريق ولو بالحد الأدنى لأن المسألة مسألة شعب وكي لا يتكرر مثلما يحصل الآن من تعصب لفريق على حساب الآخر الذي سيؤدي حتماً الى مزيد من التصعيد والاحتقان والفتنة مثلما حصل من اشتباكات بين الطلاب في غزة. وقفة مع الذات أيها الزعماء، مع الرجاء أن تغلبوا صوت العقل والحكمة، رحمة ورأفة بهذا الشعب الذي تحمل الكثير. وعد شكرجي - جدة