فتح الجيش الاميركي تحقيقاً جنائياً في معلومات عن دور عناصر مشاة البحرية الاميركية المارينز في قتل عراقي في نيسان ابريل الماضي غرب بغداد، فيما نفى الجنرال جيفري ميلر انه اقترح استخدام كلاب بوليسية في استجواب سجناء عراقيين في سجن ابو غريب. وقال الجيش الأميركي في بيان ان الجنرال ريتشارد زيلمر، قائد القوات الاميركية في غرب العراق، طلب من جهاز التحقيق الجنائي في البحرية الاميركية التحقيق في دور عناصر من"المارينز"في قتل رجل عراقي في نيسان الماضي غرب بغداد، بعد ان ناقش العراقيون الحادث مع قادة"المارينز"في الاول من الشهر الجاري. واكد البيان ان"التحقيق الاولي الذي اجرته القوات المتعددة الجنسية في المنطقة الغربية كشف معلومات كافية لفتح تحقيق جنائي في الحادث". واضاف انه يشتبه بضلوع العديد من عناصر"المارينز"من الكتيبة الثالثة في الفرقة الخامسة من قوات"المارينز"في الحادث وأعيدوا الى الولاياتالمتحدة بانتظار نتيجة التحقيق. ولم يكشف البيان مزيداً من التفاصيل عن الحادث واكتفى بالقول انه وقع في 26 نيسان في منطقة الحمدانية غرب بغداد. وافاد الكولونيل بريان سالاس في رسالة عبر البريد الالكتروني:"استطيع القول ان قوات المارينز تأخذ المزاعم عن ارتكاب بعض عناصرها أي أخطاء على محمل الجد، كما أنني ملتزم بالتحقيق الدقيق في مثل هذه المعلومات". وتابع:"اضافة الى ذلك تفتخر قوات المارينز بالتزام عناصرها بأعلى المعايير". وقال:"اذا ثبتت صحة تلك المزاعم، ستقوم قوات المارينز بالخطوات القانونية والادارية الملائمة ضد المسؤولين عن ذلك". ويأتي هذا التحقيق في سلسلة من التحقيقات في مقتل مدنيين على يد القوات الاميركية. وكانت اخطر اتهامات وجهت الى المارينز حتى الآن، مقتل 15 مدنيا على الاقل في مدينة حديثة غرب بغداد في تشرين الثاني نوفمبر والزعم بأنهم قتلوا في انفجار على احدى الطرق. وكان الميجر جنرال الاميركي جيفري ميلر، نفى أول من أمس انه اقترح استخدام كلاب بوليسية في استجواب سجناء عراقيين في سجن ابو غريب. واستدعي ميلر، وهو اعلى ضابط رتبة يدلي بشهادته في فضيحة سجن ابو غريب مساء الاربعاء، كشاهد دفاع عن مدرب للكلاب البوليسية في الجيش الاميركي متهم باستخدام كلبه لانتهاك حقوق معتقلين في السجن والاساءة اليهم. والمدرب واحد بين عدد من الجنود ذوي الرتب المتدنية الذين يحاكمون بتهمة اساءة معاملة المسجونين. لكن شهادة ميلر تعارضت في ما يبدو مع دفاع السرجنت سانتوس كاردونا 32 عاماً من مدينة فولرتون بولاية كاليفورنيا والذي دفع بأنه تصرف بموافقة ضباط أعلى رتبة. واتهم كاردونا باهمال واجباته والتعدي على المعتقلين وترهيبهم بكلبه. وكان ميلر قائداً سابقاً لمعتقل غوانتانامو في كوبا، وارسل الى بغداد عام 2003 للعمل على تحسين القدرة على استخلاص المعلومات من السجناء هناك. وتجنب ميلر الادلاء بشهادته في المحاكمات السابقة المتصلة بفضائح ابو غريب، لكن تقاعده من الجيش الاميركي تأجل حتى يسوي بعض المسائل القانونية المعلقة. ونفى ملير، خلال شهادته التي استمرت 40 دقيقة، انه اوصى باستخدام الكلاب البوليسية لتهديد الخاضعين للاستجواب وترويعهم. وقال:"ناقشنا استخدام الكلاب للسيطرة فقط وليس للاستجواب". وادلى الكولونيل توماس باباس، الذي كان قائداً لسجن ابو غريب آنذاك، بشهادته، مشيراً الى ان المناقشات مع ميلر بشأن استخدام الكلاب كانت عامة. وقال:"كان نقاشا عاما بشأن الكلاب البوليسية العاملة. انها اداة فاعلة في خليج غوانتانامو لأن العرب يخشون الكلاب". وفي عام 2004 كتب باباس مذكرة تدعو الى وضع حد لاستخدام الكلاب لترهيب المعتقلين، كما اوصى بعد اتخاذ اجراءات تأديبية بحق مدربي الكلاب لاساءتهم للمعتقلين. ووصف الادعاء كاردونا وزملاءه الذين كانوا يتولون الحراسة الليلية في سجن ابو غريب بأنهم"شرطيون فاسدون". ودين عشرة جنود بتهمة الاساءة في قضية ابو غريب اواخر 2003 واوائل 2004.