وجه الجيش الأميركي تهمة اساءة معاملة معتقلين في سجن أبو غريب في العراق الى كولونيل أميركي، ليكون بذلك العسكري الأميركي الأعلى منصباً الذي يتهم في اطار هذه الفضيحة حتى الآن. ووجه الجيش الأميركي أيضاً تهم الاخلال بالواجب والكذب على المحققين والتصرف في شكل لا يليق بضابط، الى الكولونيل ستيفن جوردان. يذكر أن اللفتنانت - كولونيل جوردان مسؤول سابق عن مركز التحقيق في سجن أبو غريب، وهو متهم بإرغام معتقلين على التعري وتهديدهم عبر استخدام الكلاب المدربة على الهجوم. ويواجه جوردان في حال ادانته، عقوبة بالسجن تصل الى 42 عاماً. وكانت فضيحة أبو غريب أُثيرت عام 2004 مع نشر صور يظهر فيها جنود أميركيون يعذبون معتقلين، ما أدى الى إدانة ست جنود من رتبة غير عالية، فيما لم توجه تهم الى مسؤولين كبار عسكريين أو مدنيين في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش. كما نال العريف تشارلز غرينر الذي اعتبر"المسؤول"عن هذه التجاوزات، أقسى عقوبة وصلت الى السجن لعشر سنوات، لكنه أكد خلال محاكمته أنه تصرف وفقاً لأوامر الاستخبارات العسكرية. أما صديقته آنذاك الجندية ليندي انغلاند التي أصبحت رمز هذه الفضيحة، فحُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات وسرحت من الجيش. ومعلوم أن صورة ليندي انغلاند وهي تبتسم أمام سجين عراقي عار تجره برسن في عنقه، والتي تصدرت صحف العالم، أضحت رمزاً لفضيحة اساءة معاملة معتقلين عراقيين بأيدي جنود أميركيين في هذا السجن القريب من بغداد. ولم يدن أي ضابط رفيع المستوى في الفضيحة، فيما برأت تحقيقات الجيش قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز وثلاثة مسؤولين كبار آخرين. وكانت مسؤولة السجن آنذاك الجنرال جانيس كاربنسكي أعلى مسؤولة تتعرض للعقوبة، اذ جردت من رتبتها لتصبح في رتبة كولونيل بموجب أمر من الرئيس بوش، لكنها لم تمثل أمام القضاء العسكري. يذكر أن الجيش الأميركي علق أخيراً إحالة الجنرال جيفري ميلر الى التقاعد. وكان الجنرال ميلر زار سجن أبو غريب في آب اغسطس وايلول سبتمبر 2003 في مهمة تقديم نصائح حول تنظيم السجن واستخدام تقنيات الاستجواب للحصول على معلومات من المعتقلين. ورفض الرد على أسئلة القضاء العسكري الذي يريد معرفة ما اذا كان أوصى حراس السجن باستخدام كلاب لترهيب المعتقلين في أبو غريب. وقال ميلر إنه استخدم حقه في لزوم الصمت خلال محاكمة الحارس في سجن أبو غريب السرجنت مايكل سميث الذي حكم عليه أخيراً بالسجن ستة أشهر لأنه استخدم الكلاب لترهيب معتقلين. أما الحارس الآخر للسجن السرجنت سانتوس كاردونا المتهم أيضاً باستخدام كلاب لترهيب معتقلين، فسيمثل أمام محكمة عسكرية في أيار مايو.