أكد الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله، ان رهان الأسير سمير القنطار على المقاومة وعليه"صحيح وستثبته الأيام والدم"، موضحاً ان"وعدنا لك ولإخوانك المعتقلين والأسرى حازم وراسخ ويمين وعهد مع الله". وقال نصر الله في احتفال أقيم في حارة حريك امس الضاحية الجنوبية لبيروت في الذكرى 28 لاعتقال الأسير سمير القنطار في السجون الإسرائيلية:"نحن أيها المقاوم الصامد في حاجة إليك وأنت خلف القضبان، لأنك اليوم في لبنان تسكن في موقع الحجة. أنت حجة وطنية وقومية ونضالية كبرى، لأننا عندما نقرأ في رسائله هذا الجبل الشامخ من التصميم والثقة والثبات يصبح حجة على كل الذين يتخلون عن إيمانهم ويقينهم وحجة على كل الذين يتركون مواقعهم وينقلبون على تاريخهم وتاريخ آبائهم والأجداد". وتحدث نصر الله عن قضية المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية، داعياً الى"الاهتمام الجدي بهذه القضية، على رغم أن آفاقها مسدودة". وأضاف:"كلنا يعرف ان هناك مقابر جماعية ولكن كلنا يأبى ان يفتح ملف هذه المقابر لما له من تداعيات وطنية وهذه وجهة نظر معقولة. في مرحلة من المراحل أثيرت مسألة المقابر الجماعية ليتم استخدامها في وجه سورية ولكن في ما بعد تم إغلاق الملف لأن البداية تستخدم في وجه سورية، لكن الاستمرار لا نعرف اين سيوصلنا على المستوى الداخلي". وتابع:"هذا الأمر في حاجة الى اتخاذ قرار وطني وأن نتعاون جميعاً، ويمكن لو درس هذا الأمر ان نلجأ الى تحصينه وطنياً وأن يتعهد بعضنا للبعض بأن لا يستخدم هذا الملف ضد الفريق الآخر"، معتبراً انه"في هذا الإطار، لا أريد أن أتجاهل القضية المطروحة حول بعض اللبنانيين المفقودين او الموقوفين في سورية وأعتقد بأن القيادة في سورية تتعاطى بإيجابية مع هذا الملف ونحن مشينا بعض الخطوات، وسنتابع هذا الملف بمعزل عن اجواء المناكفة الموجودة في لبنان". وأشار الى ان"في لبنان اجواء مناكفة اذ نطالب سورية بترسيم الحدود وعلاقات ديبلوماسية والمعتقلين ...، في حين تهاجم بعض القيادات سورية وتشتمها وتدعو الى الحرب والتآمر عليها وبالتالي تحمّل سورية مسؤولية انها سلبية وغير متعاونة". وقال:"نحن سنعمل مع الأخوة في سورية وبالتعاون مع بقية اللبنانيين على عزل ملف له طابع انساني هو ملف الموقوفين او المفقودين للوصول الى نهاية معينة"، لافتاً الى ان"بعض اسماء المفقودين الموجودة على هذه اللوائح او الموقوفين في سورية، اكتشفت رفاتهم في مقبرة هنا أو هناك". ونعى نصر الله الوصول الى إجماع على ترسيم الحدود مع سورية في مؤتمر الحوار الوطني، معتبراً انها"أكثر نقطة اثارت الجدل على الطاولة هي ترسيم الحدود". وقال:"ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار هو فقط ما تم إعلانه رسمياً من خلال رئيس المجلس النيابي نبيه بري"، مضيفاً:"فلنحضر النصوص التي تلاها الرئيس بري، هل ورد فيها شيء عن ترسيم الحدود؟". وقال:"نحن لدينا موقف وطني وعقائدي حازم من ترسيم الحدود في ظل الاحتلال، ولذلك تم الفرار من عبارة ترسيم الى عبارة تحديد منطقة مزارع شبعا. والمقصود بالتحديد هو التحديد العام، أي ان هذه المزارع، وبعد التحرير نجلس لنرسم الجبل والوادي والتلة بيننا وبين السوريين. المرحلة الأولى هي تحديد منطقة المزارع، ولم نتفق على ترسيم"، منتقداً القول ان"اللبنانيين اتفقوا على الترسيم وسورية هي التي ترفض". وأعرب نصر الله عن سعادته بأن تحظى قضية"مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بهذا الاهتمام الإعلامي والسياسي اللبناني والعربي والدولي وأن تكون نقطة اساسية في لقاءات القمم العربية والبيت"اللاأبيض"ووزارة الخارجية الأميركية وغيرها، لأنه لو لم يكن في لبنان مشكلة تحتاج اميركا وإسرائيل الى حلها واسمها سلاح المقاومة، لما تذكر احدهم شيئاً اسمه مزارع شبعا". وأضاف:"بعضهم غير مستعجل على تحرير مزارع شبعا، بل على نزع سلاح المقاومة"، معتبراً انه"لو اقتنع الأميركيون وأقنعوا الإسرائيليين بالرحيل من مزارع شبعا، سيكون ذلك اليوم في الدرجة الأولى انتصاراً للمقاومة، ولسلاحها بلا عمليات. وجود هذا السلاح قد يكون سبباً في تحرير مزارع شبعا، بينما لو قمنا بتسليم هذا السلاح عام 2000، لن يتكلم احد عن مزارع شبعا ولا عن الأسرى والمعتقلين". وعن موضوع سلاح المقاومة، قال نصر الله:"اذا دخلنا الى طاولة الحوار على قاعدة ان لبعضنا تعهدات والتزامات مع جهات دولية وهو يحاول ان يفي بهذه الالتزامات لن نصل الى نتيجة"، وأضاف:"انا من جملة الذين يناقشون كل المسائل بخلفية وطنية معيارها الأساسي ما نفهمه ان في هذا مصلحة لبنان". وقال:"عندما ندخل يجب ان نناقش بهذه الروحية ولذلك قلنا اننا جاهزون للنقاش، وفي التفاهم الذي تم توقيعه بين"حزب الله"وپ"التيار الوطني الحر"كان هناك نص حول هذا الموضوع، انه بعد المزارع والأسرى هناك موضوع استراتيجية الدفاع الوطني وكيف نحمي لبنان". وانتقد نصر الله اتهام"حزب الله"بالوقوف وراء عملية تل ابيب الأخيرة، وقال:"هذا شرف لا ندعيه". وأوضح ان"لبنان في معرض الخطر سواء هناك مزارع شبعا ام لا، طالما هناك خطر في فلسطين ممكن في أي لحظة من اللحظات ان يقولوا ان قرارات الاستشهاديين أخذت في لبنان، وهكذا يعتدون على لبنان". القنطار وكان بسام القنطار تلا رسالة شقيقه الأسير سمير الذي قال فيها:"لن ننجر الى الفتنة، لأننا نعلم جيداً من هم اصدقاؤنا ومن هم اعداؤنا"، واضاف:"اجزم بأن كل شيء سيتغير والفاتورة التي سيدفعها عدونا آنذاك ستكون غالية جداً". وانتقد القنطار في رسالته تيار"القوات اللبنانية"وبعض قوى 14 آذار مارس من دون ان يسميها. وقال:"اليوم يعود العام 1982 بأدوات قديمة وجديدة ليطبقوا الطوق على المقاومة، عادوا بهدف حصار وطعن سورية في خاصرتها وانتقاد الدور الداعم لنا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وينتقدوا ما أنتجته المقاومة من أرفع القيم النبيلة"، مضيفاً:"لن نلقي أنظف سلاح في التاريخ البشري". واختتمت الرسالة:"خذوا القرار 1559 وأمضوا معه حيث تشاؤون وعانقوا السفير الأميركي جيفري فيلتمان بحرارتكم الباردة جداً".