انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعا في "يوم القدس" الجامعة العربية الى مبادرة لمعالجة المشاكل بين بيروت ودمشق . نصر الله يهاجم تقرير لارسن وينتقد ميليس ويعلن "الوقوف مع سورية قيادة وشعباً"
نشر في الحياة يوم 29 - 10 - 2005

شنّ الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصرالله هجوماً عنيفاً على تقرير الموفد الدولي المكلف متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 تيري رود لارسن متهماً اياه بممارسة وصاية دولية وبأنه مندوب سام على لبنان في تقريره الى المجلس عن تنفيذ بنود القرار الدولي.
واذ هاجم نصر الله مجلس الأمن ايضاً، لم يوفر رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس من الانتقاد معتبراً ان"أقصى ما يقدمه"شبهات قد تسقط او تصمد"، وان أميركا واسرائيل وظفتا التحقيق سياسياً لمعاقبة سورية على خياراتها الاستراتيجية، معلناً رفضه ان يذهب لبنان الى مواجهة مع سورية، وأن يحكم على أحد في لبنان او سورية او من الفلسطينيين"من دون أدلة". وأعلن"وقوفنا الى جانب سورية قيادة وحكومة وشعباً"، ازاء الضغوط عليها.
لكن نصر الله، في سياق انتقاده التقرير وتوظيفه، خص رئيس كتلة"تيار المستقبل"النيابية سعد الحريري بلفتة حين اشار الى رفضه استخدام التحقيق الدولي للاقتصاص من احد في ساحات اخرى، واصفاً كلامه بأنه"مسؤول وعاقل وحريص... ولولا مواقف عائلة الحريري والكثير من قوى 14 آذار التي ترفض التوظيف السياسي لذهبت اميركا الى الحرب على سورية".
وشكل خطاب نصر الله الذي ألقاه بعد ظهر امس لمناسبة يوم القدس الذي احياه الحزب في عرض عسكري من دون سلاح هو الاكبر منذ سنوات نوعاً من استعراض قوة لهجوم مضاد على الضغوط التي تتعرض لها سورية والقوى المتحالفة معها، في حضور فلسطيني وحزبي لبناني بارز من حلفاء دمشق، ومثل رئيس الجمهورية اميل لحود فيه وزير العدل شارل رزق، فيما مثل النائب علي حسن خليل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فضلاً عن وجود السفير الايراني مسعود ادريسي على المنصة الرسمية وفي الصف الامامي للشخصيات المدعوة.
وفند نصر الله بعض ما جاء في تقرير ميليس معتبراً ان مصلحة اللبنانيين في تحقيق العدالة ان يفند التقرير لنصل الى الحقيقة وحتى لا يؤخذ البريء بجرم لم يرتكبه. وأعرب عن خشيته من ان يخرج التحقيق الدولي من تحت سيطرة أولياء الدم ليصبح سلاحاً فتاكاً في ايدي الكبار ورأى ان لبنان وسورية يواجهان مأزقاً خطيراً.
وفي هجومه العنيف على لارسن اتهمه باثارة الشكوك بين اللبنانيين وبأنه قال في تقريره عن تعهد الحكومة بنزع سلاح حزب الله والفلسطينيين"غير ما نقوله لبعضنا بعضاً في جلساتنا الخاصة وغير ما نقرره في مجلس الوزراء". وغمز من قناة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بلباقة حين قال:"تبين ان ترسيم الحدود بين لبنان وسورية مطلب السيد لارسن". كما اتهم لارسن بالفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين وبين اللبنانيين والسورين وبين المقاومة والحكومة. ورد على قول الموفد الدولي ان لا شرعية للمقاومة لان مزارع شبعا غير لبنانية بالقول:"لا ننتظر شرعية من لارسن".
وتميز العرض الذي اقيم على امتداد اوتوستراد هادي نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية حيث احتشد عشرات الآلاف من المواطنين والمحازبين على طول ارصفة الطريق يلوحون باعلام لبنان وفلسطين والحزب، بتنظيم فائق الدقة باشتراك زهاء خمسة آلاف عنصر من جهاز التعبئة والقوى العسكرية في الحزب، توزعوا على 7 ألوية، سميت معظم سراياها باسماء شهداء فلسطينيين سقطوا في عمليات استشهادية او مواجهات ضد اسرائيل.
وتقدم عرض الالوية العسكرية سرية رسمت بألبسة عناصرها العلم اللبناني واخرى علم الحزب وثالثة العلم الفلسطيني.
استهل نصر الله كلمته سائلاً:"أي منكر وأي معصية اكبر واشد من أن تسكت أمة المليار مسلم عن احتلال بيت المقدس وفلسطين". وقال:"نحيي يوم القدس هذا العام ونحن نواجه تحديات خطيرة وكبيرة، فعلى مدى 25 عاماً من الصراع مع العدو الصهيوني في هذه المنطقة، كان عبء هذا الصراع يقع مباشرة على عاتق الشعب الفلسطيني وعلى لبنان وسورية، بعدما أخرجت اتفاقية كامب ديفيد اكبر دولة عربية هي مصر من المعركة، وكان الشعب الفلسطيني ولبنان وسورية يحظون بدعم واضح من إيران بعد انتصار ثورتها الإسلامية ومن الشرفاء من العالمين العربي والإسلامي والعالم كله. وما زلنا نخوض هذا الصراع في ظل صمت عربي ودولي وانحياز واضح للعدو الإسرائيلي"، مشيراً الى ان الفلسطينيين استطاعوا أن يواصلوا مقاومتهم،"وصولاً الى انتفاضة الأقصى التي أنجزت حتى الآن تحرير قطاع غزة، واستطاع لبنان أن يحقق إنجازاً تاريخياً في 25 أيار مايو 2000 وقبل إسقاط المشروع الأميركي الصهيوني وإلغاء اتفاقية 17 أيار وطرد جيش الصهاينة أذلاء من أرضنا على مراحل. واستطاعت سورية أن تصمد في موقع الممانعة للشروط الأميركية والإسرائيلية وان تستمر في الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين".
وقال إن"ما يجري اليوم يستهدف هذا المثلث ومن يقف وراءه ويدعمه"، لافتاً الى أن"تقديم الدعم المالي والمعنوي لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين اصبح جريمة يحاسب عليها قانون محاربة الإرهاب".
ورأى أن"المجتمع الدولي لا يريد مصلحة الفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا العرب ولا هذه المنطقة، بل يبذل كل جهده ليحقق مصالح أميركا وإسرائيل فقط"، مضيفاً أن"المجتمع الدولي يدفع الفلسطينيين الى التقاتل من اجل أن تأمن إسرائيل وترتاح".
وانتقد تقرير موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن، لافتاً الى أننا"اطلعنا على تقرير لارسن قبل تسليمه الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ومجلس الأمن من الصحافة الإسرائيلية، وتبين أن كل ما ورد فيها عن مضمون التقرير كان صحيحاً"، مستغرباً أن يعين مجلس الأمن"ناظراً ومسؤولا ًعن القرار 1559، لأنه يتطلب استحقاقات من سورية ولبنان. وطلب من هذا الناظر أن يقدم تقرير المتابعة كل ستة اشهر، في حين لم يعين لكل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإسرائيل لا ناظراً ولا مسؤولاً، ولم يعين لها مدة زمنية ولم يطلب منها تقارير متابعة ولا يسأل مجلس الأمن إسرائيل منذ عشرات السنين"، موضحاً أن"المطلوب في مجلس الأمن أن تحمى إسرائيل وتكون قوية، أما لبنان وسورية والعرب فعليهم دائماً أن يدفعوا الأثمان تحت السيوف التي يسلطها عليهم المجتمع الدولي".
واعتبر نصر الله أن التقرير يمارس وصاية دولية على لبنان،"هذه الوصاية التي ننفيها في لبنان، لكنها واضحة. هو يتحدث عن كل شيء، وليس فقط عن بنود ال1559. تحدث عن إجراء الانتخابات النيابية والحكم عليها، وعن مشاركة"حزب الله"في الحكومة وعن طبيعة العلاقات التي يجب أن تقوم بين لبنان وسورية وبين لبنان والفلسطينيين وعن قانون الانتخابات المطلوب، وقال انه ينوي تأليف إطار عمل ملائم قانونياً ومهنياً لتأمين عملية انتخابية عادلة وحرة في لبنان"، سائلاً:"ما علاقته بالانتخابات المقبلة، والإصلاح السياسي والاقتصادي وتعيين وزراء وغيرها". وانتقد"حديث لارسن عن تغيير الثقافة في لبنان".
واعتبر نصر الله أن"هذا كله يعبر عن وصاية دولية كاملة على لبنان، مندوبها السامي هو لارسن نفسه الذي يحمل سيف ال1559 يلاحق به السلطة واللبنانيين والفلسطينيين والسوريين. وعلينا في لبنان أن نقف كل ستة اشهر على أرجلنا لنقدم أجوبة للسيد لارسن".
وقال:"في تصريح طويل قرأتموه، تفضل لارسن وخص الإسرائيليين بسطرين فقط، تحدث عن استمرار الخروق الجوية الإسرائيلية لأجواء لبنان، وقال إن إسرائيل قالت إنها تفعل ذلك للحفاظ على أمنها. يذكر لارسن حجة إسرائيل، أما عندما ينتقد المقاومة فلا يذكر لها حجة".
وقال:"تجاهل المجتمع الدولي القصف الإسرائيلي وترويع المزارعين في شبعا وكفرشوبا وخطف الرعاة الذين أعادتهم قوات الطوارئ الدولية الى لبنان بعد تهديد المقاومة، وتجاهل احتجاز إسرائيل لأسرى لبنانيين في سجونها كسمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر، أما مزارع شبعا فهو لارسن أساساً لا يعترف بلبنانيتها".
وتابع:"يقول أن لا شرعية للمقاومة في مزارع شبعا، وهو لا يعترف أساساً بشرعية المقاومة في يوم من الأيام"، معلناًأن"أرض مزارع شبعا لبنانيةوفق ما قالته حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي سبقتها والتي تلتها والحكومة الحالية، كما قالها المجلس النيابي".
وأشار الى أن"أخطر ما في تقرير لارسن هو التحريض بين اللبنانيين من جهة والفلسطينيين من جهة ثانية، وبين اللبنانيين والفلسطينيين وبين اللبنانيين أنفسهم، وبين المقاومة والحكومة. أتيت بهذا الكلام من خلال ادعاء لارسن بأقوال والتزامات يقول أن رئيس الحكومة اللبنانية قدمها له
أو أن الحكومة قدمتها، هو يريد أن يثير الشكوك بيننا كلبنانيين، لأن ما قاله لارسن في تقريره هو غير ما نقوله لبعضنا بعضاً في جلساتنا الخاصة، وهو غير ما يقرر في مجلس الوزراء وما أعلن في البيان الوزاري سواء لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي أم الرئيس فؤاد السنيورة".
وأضاف:"يقول في الفقرة 49: أكدت لي الحكومة اللبنانية أنها تبقى ملتزمة تنفيذ كامل بنود القرار 1559، لكن ذلك يتطلب وقتاً"، سائلاً لارسن"أية حكومة لبنانية هي التي أكدت ذلك. لارسن يريد أن يقول لنا وللفلسطينيين من خلال هذا الكلام، ونحن الذين وافقنا ونوافق على أن يكون هناك حوار داخلي لبناني- لبناني حول مسألة حماية لبنان وسلاح المقاومة وحوار لبناني- فلسطيني حول مسائل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيم السلاح داخل المخيمات. لارسن يريد أن يقول لنا انهم يضحكون عليكم، يحرضنا والفلسطينيين على الحكومة ويخون المسؤولين في الحكومة، لأنهم قالوا لنا شيئاً ويدعي لارسن انهم قالوا شيئاً آخر"، معتبراً أن ما قيل في مجلس الوزراء أول من أمس،"يقطع الطريق على هذه الفتنة".
وقال:"عندما يتحدث لارسن انه موعود بحوار نتيجته تطبيق ال1559، فلماذا نتحاور إذا كان المطلوب من الحوار هو نزع السلاح؟ نحن لا نقول هذا، نقول لنتحاور كيف سنحمي لبنان".
وأضاف:"يقول لارسن: ابلغني رئيس الحكومة انه سيقوم كخطوة أولى بإرساء النظام والسيطرة على مثل هذه المجموعات الفلسطينية داخل المخيمات، فماذا تكون الخطوة الثانية؟ عندما يحرض لارسن على ترسيم الحدود مع سورية، يتبين أن ترسيم الحدود هو مطلب لارسن وهو يصر عليه على رغم الأجواء المتوترة بين لبنان وسورية، لماذا؟ قد تهدأ الأمور ونرسم الحدود إذا كان هناك اختلاف حول نقطة معينة. وعندما يمدح لارسن انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع سورية ومحاصرة المواقع الفلسطينية خارج المخيمات، ماذا يعني هذا؟ في كل الأحوال أن هدف لارسن وأسياده هو نزع سلاح المخيمات الفلسطينية الذي يحمي الفلسطينيين في مخيماتهم وسلاح المقاومة الذي لو غضينا النظر عن مزارع شبعا، يبرره التهديد الإسرائيلي للبنان".
وأضاف"أن يكون لدى"حزب الله أو لبنان أو الفلسطينيين سلاح متواضع هذا أمر خارج عن القانون والسيادة ويجب أن ينزع، على رغم أننا مهددون ولكنهم يقبلون امتلاك إسرائيل مئتي رأس نووي خلافاً لكل المواثيق الدولية".
وعن ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في الجريمة القاضي الألماني ديتلف ميليس، رفض نصر الله أي"توظيف سياسي للجريمة أو التحقيق"، معتبراً"أننا سكتنا على تشكيل لجنة تحقيق دولية احتراماً لإرادة بعض اللبنانيين الذين لم يكونوا قلة، وأنا اعترف بذلك، واحتراماً لمشاعر عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وارادتها".
وقال:"فوجئنا بالإعلام الإسرائيلي أيضاً يتحدث عن محتويات التقرير الذي سيقدمه ميليس قبل أن يصل الى يد انان، أو الى الحكومة اللبنانية أو الى أعضاء مجلس الأمن وكل ما ذكره الإعلام الإسرائيلي عن مضمون التقرير للأسف أيضاً كان صحيحاً"، سائلاً:"كيف تصل معلومات تقرير بهذه الحساسية الى الإسرائيليين، ثم فوجئنا بوجود نسختين مختلفتين عن التقرير، واحدة سربتها البعثة البريطانية وفيها أسماء، وأخرى أعلنها انان، مما أحرج ميليس أمام الصحافيين في اليوم التالي وجعله مربكاً في إجاباته ومصداقيته".
وأشار الى انه"في 22 تشرين الأول أكتوبر وجه الشيخ سعد الدين الحريري خطاباً متلفزاً ومما قال فيه إن النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية لن تكون محل مساومة داخلية أو خارجية لأن دماء اللبنانيين، دماء رفيق الحريري ورفاقه باتت غير قابلة للمساومة، وهي ليست معروضة لأي شكل من أشكال المقايضات السياسية، ويضيف الحريري ولن نقبل أن تكون وسيلة للاقتصاص السياسي وغير السياسي في ساحات أخرى". وقال نصر الله:"هذا كلام مسؤول وعاقل وحريص"، مشيراً الى أن"الإدارة الأميركية وظفت سياسياً نتائج هذا التحقيق الذي لم ينته بعد. قالوا إن التقرير أثبت تورط سورية في الاغتيال وأن على مجلس الأمن أن يسارع إلى محاسبة سورية وفرض عقوبات عليها. لقد أنهى الأميركيون التحقيق، ولم يعد هناك من داع لا إلى 15 كانون أول ديسمبر ولا الى أن تجدد الحكومة بعد 15 كانون الأول. ولولا بعض المواقف الدولية والعربية العاقلة، وأعتقد أن عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما الكثير من قوى 14 آذار مارس ترفض هذا التوظيف وهذا الاقتصاص السياسي، لولا كل هذه المواقف لأعلنت أميركا حرباً على سورية وعلى حلفاء سورية، باعتبار أنه ثبت لديها بالدليل القاطع أن هؤلاء جميعاً ارتكبوا هذه الجريمة النكراء. فعل الأميركيون كل هذا، مع أن تقرير ميليس نفسه ختم بالقول في آخر ثلاثة أسطر فيه أن اللجنة ترى أن جميع الأشخاص بمن فيهم أولئك الذي اتهموا بجرائم يجب أن يعتبروا أبرياء إلى أن تثبت إدانتهم في محاكمة عادلة". واعتبر أن"التقرير لا يتحدث بلغة قاطعة حازمة حاسمة. لم يقدم أدلة حسية واضحة ومباشرة على بعض استنتاجاته، وان أقصى ما يمكن أن يقدمه هو شبهات، قد يمكن الانطلاق منها في التحقيق، هذه الشبهات قد تصمد أو تسقط عند تحقيق جدي وحقيقي، ومع ذلك كله فإن الإدارة الأميركية تتعاطى وكأن الحقيقة بانت، والأمور انتهت ويجب تحديد العقوبة على سورية والبدء بتنفيذها سريعاً"، مؤكداً انه"يجب أن نكون كلنا رافضين للاقتصاص السياسي الذي بدأت تمارسه أميركا وإسرائيل في حق سورية قيادةً وشعباً"، ورافضاً"الهتافات التي تستبدل إسرائيل عدو الله بسورية عدو الله. نرفض أن يذهب لبنان إلى مواجهة سورية، فيما يتحدث الصهاينة عن البركة النازلة عليهم ويتوقعون تغيرات كبرى في لبنان، وأن يدخل لبنان إلى العصر الإسرائيلي". ورفض"أن يُحكم على أحد في لبنان أو في سورية أو من الفلسطينيين من دون دليل أو محاكمة عادلة".
وأضاف:"نشعر بحفلة تحريض مكشوفة في أكثر من موقع دولي وتقرير غربي لتخريب علاقات اللبنانيين في ما بينهم، وعلاقات اللبنانيين والفلسطينيين، وعلاقات اللبنانيين والسوريين. فما هو الداعي، على سبيل المثال، في تقرير ميليس لذكر بعض أسماء شخصيات وقيادات سياسية بالاسم، وتقديم شهاداتها في شكل مجتزأ، فيما تخفى أسماء أشخاص وشهود آخرين؟ هل يراد حشر بعض هذه الشخصيات السياسية التي قدمت شهاداتها في تحقيق مفترض أن يكون مهنياً ويفترض أن يكون سرياً، ثم تقدم شهاداتها مجتزأة الى العالم واللبنانيين، لتغلي في ما بينهم الخلافات والأحقاد والصراعات". وسأل:"لماذا يتم زج أسماء سياسيين وجهات سياسية في شكل غير منطقي في التقرير مع أنهم ليسوا معنيين بالتحقيق مباشرةً؟ لقد قال التقرير أنه عثر على تسجيلات لمكالمات هاتفية تدل على مدى تدخل الاستخبارات السورية في الشأن اللبناني، لكن السؤال، لماذا من بين كل أشرطة التسجيل هذه لم يتم إلا اختيار تسجيل واحد أو مكالمة واحدة مع المستر"إكس"ثم تأتي بعض وسائل الإعلام لتتبرع وتقول أن مستر إكس، هو شخصية، وتشير بالاسم إلى شخصية شيعية كبيرة ومركزية في الحياة السياسية اللبنانية. هل ينقصنا في لبنان جوقات تحريض جديدة بين السنة وبين الشيعة؟ عندما يُذكر شيء عن المستر"إكس"ثم يبث هذا النص ويوزع ثم يقال للسنة انظروا ماذا قال مستر"إكس"الشيعي؟ ألم يجدوا سوى هذه المكالمة بمعزل عن كونها صحيحة أو غير صحيحة؟ وبمعزل عن أن المستر"إكس"هو من قالوا أو ليس من قالوا؟ لكن لماذا هذا التعمد؟ هل هذا صدفة؟ أم هذا تحريض بين الشيعة والسنة في لبنان، أم هذه محاولة لزج أسماء جديدة وأطراف جديدة في هذا الاستهداف". واعتبر أن"ما ورد عن المستر" إكس"في تقرير ميليس هو إهانة وطنية كبيرة، وهو تحريض طائفي بامتياز".
ودعا"جامعة الدول العربية إلى التدخل سريعاً إلى مبادرة عربية لمعالجة المشاكل العالقة سواءً في ما يرتبط بالتحقيق أم في ما يرتبط بالعلاقات الثنائية بين لبنان وسورية". وقال:"على دول عربية مهمة، كالسعودية ومصر مسؤوليات كبيرة في هذا المجال، ولا يجوز لهم أن يقفوا جانباً ويتركوا لبنان والمنطقة للسيد الأميركي".
وأكد الوقوف الى جانب سورية، قيادةً وشعباً في مواجهة الاستهداف الأميركي- الصهيوني لها ومحاولات الاقتصاص السياسي منها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.