تنتهج روسيا سياسة مدروسة في آسيا الوسطى، وتسعى الى تعاون سياسي واقتصادي وعسكري متكافئ مع دول هذه المنطقة على أساس ثنائي، وفي إطار منظمة شنغهايروسياپ والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزيا. وهذه السياسة البناءة تؤتي ثمارها. فالتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري - الفني بين روسيا وبلدان آسيا الوسطى، تطور. وأثار هذا التعاون قلق الولاياتالمتحدة الاميركية التي حاولت، في السابق، مد نفوذها پإلى آسيا الوسطى السوفياتية من طريق"تصدير الديموقراطية"، وأملت في تحقيق أكبر نجاح في أوزبكستان وقيرغيزيا. وأدى تغيير وجوه المؤسسة الحاكمة العليا القيرغيزية، وفشل محاولة قلب نظام الحكم بأوزبكستان، إلى زيادة النفوذ الروسي في هاتين الجمهوريتين، وإضعاف النفوذ الأميركي في المنطقة. فالتغيير في قيرغيزيا اقتصر على رئيس الجمهورية، ولم يمس نظام الحكم، أو الخط السياسي والسياسة الاقتصادية. والدليل هو إسراع الرئيس القيرغيزي الجديد باكاييف إلى اعلان روسيا أهم شريك استراتيجي لبلاده. ولم تجر الامور في قيرغيزيا على ما اشتهى الأميركيون. وأما أوزبكستان فهي عدلت مسار سياستها الخارجية، وتوجهت نحو روسيا إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة. فمال ميزان القوى السياسية في آسيا الوسطى الى روسيا ومصالحها. عن رستم فايزولايف ، "آزيا إي أفريكا سيفودنيا" ، 4/2006