حقق القائم بأعمال الرئيس القيرغيزي كورمان بيك باكييف فوزاً قوياً على منافسيه، في اول انتخابات رئاسية تشهدها قيرغيزستان بعد انتصار"ثورة السوسن"في آذار مارس الماضي. وطوت نتائج الانتخابات صفحة الصراع على السلطة في الجمهورية بعد شهور من الفوضى تزايدت خلالها المخاوف من انفلات الاوضاع وخروجها من تحت السيطرة. وعلى رغم ان فوز باكاييف كان متوقعاً، فإن حصوله على اكثر من 88 في المئة من الاصوات في نتائج شبه نهائية، شكل انتصاراً ساحقاً، خصوصاً مع حجم الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع الذي وصلت نسبته الى زهاء 74 في المئة. ودفعت هذه النتائج الرئيس المخلوع عسكر اكايف الذي قاطع الانتخابات وشكك في شرعيتها في السابق الى توجيه رسالة تهنئة للرئيس الجديد اكد فيها عزمه على"التعاون مع القيادة المنتخبة". وأثارت نتائج الانتخابات ارتياحاً واسعاً في موسكو وفي الجمهوريات السوفياتية السابقة، خصوصاً ان هذا اول استحقاق انتخابي تشهده المنطقة بعد أعمال العنف التي جرت في قيرغيزستان وأوزبكستان المجاورة. وأعلنت مصادر مقربة من باكييف انه سيتم التعجيل بإقامة مراسم التنصيب الرسمية المتوقعة مطلع الشهر المقبل، ما يعكس نيته الانخراط في اسرع وقت في عمليات اصلاح وتعزيز الوضع الداخلي لقطع الطريق امام اطراف اخرى في المعارضة السابقة كانت تأمل في المشاركة بعمليات اقتسام السلطة. وأشارت مصادر قيرغيزية الى عزم باكاييف تعزيز تحالفه مع فيليكس كولوف الذي يعد من ابرز المعارضين السابقين وأكثرهم شعبية وينتظر ان يكلف تشكيل الحكومة الجديدة في تطور يمنح القيادة الجديدة قوة اضافية. واللافت ان اول تصريحات للرئيس المنتخب، تضمنت اشارات مباشرة الى التوجهات المقبلة لسياسته الخارجية، اذ فاجأ باكاييف المراقبين بدعوة الولاياتالمتحدة الى سحب قاعدتها العسكرية من الاراضي القيرغيزية. وأكد تأييده توجه منظمة"شنغهاي"للتعاون التي دعت خلال قمتها الاخيرة الى اعادة النظر في ملف الوجود العسكري الاميركي في منطقة آسيا الوسطى. وقال ان هذه الدعوة"صحيحة وتوقيتها مناسب، لأن الوضع في افغانستان تغير وآن الاوان لإعادة النظر في طبيعة الوجود الاجنبي في المنطقة ومهماته".