صرح وزير الدولة المغربي زعيم حزب"الاستقلال"عباس الفاسي، في العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، بأن بلاده"لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام خرق جبهة بوليساريو اتفاق وقف النار"، في اشارة الى احتفالها بذكرى الاعلان عن"الجمهورية الصحراوية"في منطقة تيفارتي شرق الجدار الأمني على الحدود مع الجزائر. وأضاف الفاسي في كلمة أمس ان الاتفاق على المنطقة العازلة عقب إعلان وقف النار بين الاطراف المعنية عام 1991 كان بهدف"تجنب أي مشكلة مع الجزائر"، مؤكداً أن المنطقة تُعتبر جغرافياً وإدارياً تابعة للسيادة المغربية. ووصف تنظيم احتفالات"بوليساريو"هناك بأنه خرق للقوانين الدولية ولوقف النار. ورأى ان المرحلة الراهنة تكمن في وضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام حقيقة الموقف، لكنه أكد ان بلاده"لن تقف مكتوفة الأيدي"أمام استمرار هذا الخرق. وجاء رد الرباط الذي كان ارتدى طابعاً ديبلوماسياً، عبر لفت انتباه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى مخاطر فرض الأمر الواقع، وعبر زيارة وفد وزاري الى المحفاظات الصحراوية في مناسبة السابع والعشرين من شباط فبراير التي يخلدها المغرب في ذكرى رفع العلم المغربي في المنطقة إثر"اتفاق مدريد"مع السلطات الاسبانية الذي حتّم انسحاب الادارة الإسبانية والجيش الاسباني عام 1976. ومعروف ان جبهة"بوليساريو"في ذلك الوقت أيضاً أعلنت تأسيس"الجمهورية الصحراوية"في الجزائر. وفيما نفى وزير داخلية غينيا بيساو ارنيستو كارفالو الذي يزور المغرب، ان تكون بلاده شاركت بوفد رسمي في احتفالات"بوليساريو"، شنّت الصحافة المغربية انتقادات عنيفة ضد"بوليساريو"والجزائر. وكتبت صحيفة"الأحداث المغربية"، المستقلة، ان افراد أمن الجبهة بدأوا في نبش مقبرة للجنود المغاربة وأخرجوا العظام ورموها في الصحراء في تيفاريتي. واعتبرت ذلك"استباحة لحرمة مقبرة الجنود الشهداء"، لافتة الى استعدادات متواصلة لبناء ثكنة عسكرية في المنطقة، وانتقدت صمت السلطات المغربية و"تخاذل الموقف الرسمي والحزبي". بينما كتبت"النهار المغربية"ان الاحتفالات تنظم فوق أراض تابعة لاقليم السمارة، المدينة الروحية للصحراء. وذهبت صحيفة"صوت الناس"الى استخلاص ان"بوليساريو"تسعى الى"تكريس اسطورة الأراضي المحررة"في المنطقة العازلة، وعرضت الى مخاطر التصعيد في حال ابرام"بوليساريو"اتفاقات للتنقيب عن النفط، بينما رأت"العلم"ان الأمر لا يعدو ان يكون محاولة لتضليل الرأي العام، وقالت"اذا كانت سلبية الموقف الأممي تسهل الآن على الانفصاليين ممارسة التضليل، فإن هذا الوضع لا يجب ان يستمر. ما يفرض على المغرب القيام بكل الاجراءات اللازمة لممارسة سيادته".