أخطرت السلطات المغربية أمس (الأحد) مجلس الأمن بالتوغلات «الشديدة الخطورة» لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة في الصحراء الغربية. وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة للصحافيين: «هناك استفزازات ومناورات. الجزائر تشجع البوليساريو على تغيير وضع هذه المنطقة العازلة التي وضعت منذ أوائل التسعينات تحت مسؤولية الأممالمتحدة». وأضاف «إذا لم تكن الأممالمتحدة مستعدة إلى وضع حد لهذه الاستفزازات، فان المغرب سيتحمل مسؤولياته، ولن يتسامح مع أي تغيير يمكن أن يحدث في هذه المنطقة». وتبلغ مساحة الصحراء الغربية 266 ألف كيلومتر مربع، مع 1100 كيلومتر واجهة على المحيط الأطلسي، وهي المنطقة الوحيدة في القارة الأفريقية التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار. ويسيطر المغرب على 80 في المئة من الصحراء الغربية، في حين تسيطر البوليساريو على 20 في المئة يفصل بينهما جدار ومنطقة عازلة تنتشر فيها قوات الأممالمتحدة. ويتهم المغرب البوليساريو المدعومة من الجزائر بالتوغل في المنطقة العازلة بالقرب من غرغارات، غير بعيد عن الحدود مع موريتانيا. من جهته، قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في المؤتمر الصحافي: «هذا الاستفزاز مستمر منذ بعض الوقت. لن يبقى المغرب مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات المستمرة التي تسعى إلى تغيير وضع المناطق في الشرق». والتقى الرجلان لجنتي الشؤون الخارجية في البرلمان وقادة الأحزاب السياسية المغربية لإطلاعهم على «التطورات الخطرة في شرق المنظومة الدفاعية للمملكة». وأوضح بوريطة أن الاستفزازات جرت الشهر الماضي في تيفاريتي وبير لحلو والمحبس. وأشار الوزير إلى أن تحركات جبهة البوليساريو في المنطقة «تُغير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لها»، إذ وصفها ب «التحركات الخطرة ليس فقط لخرقها لوقف النار وتهديد الاستقرار الإقليمي، بل يمكنها أن تدفع المنطقة إلى المجهول». وأكد أن المغرب سيتعامل ب «الحزم الضروري مع الأمر»، معتبراً أن «هذه التغيرات لا يجب أن تقع، والمغرب لن يسمح أبداً بأي تغيير في الوضع التاريخي والقانوني للمنطقة التي تعتبر جزء من التراب المغربي». وأشار بوريطة إلى أن هذه المناطق الواقعة قرب الحدود مع الجزائر كانت تعرف وجوداً مغربياً حتى العام 1991، مؤكداً أن تسليمها إلى الأممالمتحدة من قبل المملكة كان بهدف تدبير وقف النار. ودعا «الأممالمتحدة والقوى العظمى إلى أن تتحمل مسؤوليتها»، مؤكداً أن المملكة «تحتفظ بحقها في الدفاع عن هذا الجزء من أرضه». وحذر قائلاً إن «المغرب سيتحرك بعزم وبكل الوسائل بمواجهة الإجراءات التي يمكن أن تغير وضع هذه المنطقة». وقال وزير الخارجية إن «المغرب يحتفظ بحقه في الدفاع عن تيفاريتي وبير لحلو والمحبس، التي تعرف تحركات خطرة من جبهة البوليساريو منذ أسابيع». من جهتها، اعتبرت البوليساريو التصريحات المغربية محاولة «للتنصل من عملية السلام». وقال منسق البوليساريو مع بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية أمحمد خداد إن «المغرب يبحث عن عراقيل للتنصل من عملية السلام»، وأضاف «نحن ندين هذا الهروب إلى الأمام. وسنرد على أي خرق لوقف النار».