سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جرحى بعد تفريق متظاهرين بالهراوات وقنابل الغاز ... ومناوي يجدد اتهامه للحكومة . التوتر في الفاشر : القوة الأفريقية تتوقع هجوماً والأمم المتحدة تجلي موظفيها وتحذر من انفجار
تصاعدت أمس حدة التوتر في الفاشر كبرى مدن دارفور. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوت لتفريق تظاهرة طلابية احتجاجاً على مقتل طالب بالرصاص على أيدي عناصر من ميليشيا"الجنجاويد". وجُرح عشرات الطلاب، بعضهم في حال خطيرة. وتوقفت الحياة في المدينة بعدما فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة. وأجلت الأممالمتحدة موظفيها"غير الضروريين"من الفاشر محذرة من انفجار الاوضاع في الإقليم، فيما توقع الإتحاد الأفريقي هجوماً وشيكاً للمتمردين على قاعدته في المدينة. وقال مسؤول في"حركة تحرير السودان"في الفاشر ل"الحياة"إن"الشرطة وقوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق تظاهرة طلابية"، صباح أمس، احتجاجاً على مقتل الطالب ثابت يوسف الذي قتلته عناصر من"الجنجاويد"بالرصاص مساء الثلثاء. وأضاف أن التعاطي الأمني أوقع إصابات بين الطلاب، بعضها خطيرة، موضحاً أن"المدينة أصيبت بشلل تام بسبب تعطل العمل في دواوين الحكومة وتوقف الدراسة وإغلاق المحال التجارية أبوابها، خوفاً من تكرار حوداث النهب"التي وقعت قبل ثلاثة أيام. وحذرت"حركة/ جيش تحرير السودان"بقيادة كبير مساعدي الرئيس مني أركو مناوي من هجوم وشيك للميليشيات على مدينة الضعين ثاني كبرى مدن جنوب دارفور يشابه هجوم الفاشر. وحذر مناوي خلال لقاء جمعه ووفدين من هيئة شورى قبيلتي المعاليا والزغاوة التي ينتمي إليها في مقر إقامته في الخرطوم، مما أسماه"مخططاً كبيراً يجري في الخفاء بهدف زعزعة الاستقرار"، ويستهدف المناطق التي تسيطر عليها حركته جنوب الإقليم. واتهم حاكم ولاية جنوب دارفور الحاج عطا المنان بالوقوف وراء هذه التوترات. وقالت حركة مناوي في بيان أمس إن اتفاق سلام دارفور أصبح مهدداً،"ما لم يقم المجتمع الدولي بدوره في حماية المدنيين". واعتبرت أن"ما جرى عبارة عن اعلان حرب ضد المواطنيين العزل"، داعية الحكومة إلى"احترام بنود اتفاق ابوجا وتجريد مليشيات الجنجاويد من السلاح فوراً". وأكدت أنها"لن تقف مكتوفة الأيدي أمام سفك دماء العزل ونهب أموالهم وممتلكاتهم". وهددت ب"التعامل بالقوة مع أي اعتداء". وكشفت عن"سلسلة هجمات نفذتها الميليشيات في مناطق متفرقة في الفاشر راح ضحيتها 27 شخصاً، معظمهم من النساء والاطفال، إضافة إلى خطف 4 فتيات". وفي غضون ذلك، أجلت الأممالمتحدة موظفيها"غير الضروريين"من الفاشر، معربة عن قلقها البالغ إزاء الاوضاع في المدينة. وحذرت من"انفجار"الأوضاع في الإقليم. واصدرت البعثة الأممية توجيهات إلى كل العاملين في المنظمات التابعة لها بالبقاء في مساكنهم بسبب"الوضع الحرج في مدينة الفاشر". ووصل نحو 200 من موظفي المنظمة إلى الخرطوم. وقالت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان راضية عاشوري إن المنظمة الدولية"أقرت خطة اجلاء ونقل الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية الأخرى الذين يعتبر وجودهم في مدينة الفاشر غير ضروري في الوقت الراهن إلى الخرطوم"، مشيرة إلى أن الموظفين سيعودون لمباشرة أعمالهم فى الفاشر"عندما تكون العودة ممكنة والمدينة آمنة". وأعربت عن"تصاعد قلقنا في الأممالمتحدة من الوضع الأمني في الفاشر بسبب تزايد وجود ميليشيات الجنجاويد في المدينة، ووجود الحركات المسلحة التي لم توقع اتفاق السلام في المناطق المتاخمة للمدينة". وفي سياق موازٍ، حذر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري من أن"التقارير الواردة إلى الاتحاد تشير إلى هجوم وشيك"يعتزم شنه متمردو"جبهة الخلاص الوطني"و"حركة تحرير السودان"الرافضتين لاتفاق السلام، على قاعدة القوات الأفريقية التي تراقب وقف إطلاق النار في الفاشر. وقال في بيان وزعته البعثة الأفريقية في الخرطوم أمس، إن الاتحاد سيعتبر أي استهداف لقاعدته"خرقاً خطيراً لوقف النار". وطالب باحترام الاتفاق واعتماد الطرق السياسية للوصول إلى حل دائم في دارفور. وأعلنت الحكومة أنها اتخذت خمسة قرارات لحفظ الأمن في الفاشر، في مقدمها"إنهاء ظاهرة الوجود المسلح في المدينة وأسواقها، ومعاقبة من تسببوا في أحداث الاثنين الماضي، والسعي إلى ارجاع المسلوبات والمفقودات إلى أصحابها". وأشارت في بيان إلى أنها وضعت الأجهزة الأمنية"على درجة الاستعداد القصوى لحفظ الأمن". من جهة أخرى، عادت الطائرة التي أرسلتها الرئاسة السودانية لنقل رئيس أفريقيا الوسطى فرانسو بوزيزيه أدراجها إلى الخرطوم، بعدما ألغى الأخير زيارته في شكل مفاجئ إثر استيلاء معارضيه على مدينة استراتيجية. وقالت مصادر رسمية سودانية إن الاتصالات بين العاصمتين كانت تؤكد وصول بوزيزيه عصر الاثنين"حتى آخر لحظة". لكنه"برر اعتذاره بأن الأحوال الأمنية في بلاده غير مستقرة، مما يحتم وجوده". وكان هدف الزيارة تحسين العلاقات مع السودان عقب اتهاماته لحكومة الرئيس عمر البشير بزعزعة أمن بلاده. ولم تستبعد المصادر أن يكون بوزيزيه واجه ضغوطاً من الرئيس التشادي ادريس ديبي لإلغاء الزيارة.