قللت الرئاسة السودانية أمس من تهديد كبير مساعدي الرئيس رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني أركو مناوي، بالانسحاب من الحكومة والعودة إلى مربع الحرب خلال أسابيع في حال عدم"لجم أنشطة الجنجاويد". واكدت احتواء المواجهات التي شهدتها الفاشر كبرى مدن الإقليم أول من أمس، بين الميليشيا وقوات"حركة تحرير السودان"التى يتزعمها مناوي. وجدد مناوي اتهامه للحكومة بالتواطؤ مع"الجنجاويد"، موضحاً أن حركته"تحملت في صبر وصمت الخروقات المتعمدة في محاولة لمعالجتها مع السلطات خلال الشهور الستة الأخيرة"، منذ وقع اتفاق أبوجا للسلام مع الحكومة في ايار مايو الماضي. وكشف خلال مؤتمر صحافي في مقر اقامته وسط الخرطوم مساء أول من أمس، أن"المعارك تدور منذ يومين"بين قواته وميليشيات"الجنجاويد"في سوق الفاشر، مضيفاً أن عدداً لم يحدده من مقاتليه والمواطنين قتلوا خلال هذه المعارك. وقال مسؤول عسكري ل"الحياة"أمس إن ميليشيا"الجنجاويد"لم تهاجم الفاشر، موضحاً أن"احتكاكات"حدثت بين أحد عناصر قوات حرس الحدود الحكومية وأحد مقاتلي"حركة تحرير السودان"، ما أدى إلى مواجهات قُتل خلالها مدنيون وثلاثة من"الحركة"وعنصران من حرس الحدود، إضافة إلى نهب نحو مئة مليون جنيه سوداني 50 ألف دولار من المواطنين. غير أن مناوي أكد أن"ميليشيات الجنجاويد ظلت تنهب وتسلب ممتلكات المواطنين فى الفاشر وأموالهم على مرأى ومسمع من السلطات المحلية هناك". وهدد بأن"كل الخيارات مفتوحة"، بما فيها"العودة إلى نقطة الصفر"، إذا لم تضع الحكومة حداً لأنشطة"الجنجاويد". وأضاف:"هذا ما لا نريده ولا نتمناه". واعتبر أن حياة قيادات حركته في الخرطوم"في خطر إذا استمرت الأوضاع على ماهي عليه الآن". وأشار إلى أن عدد المدنيين الذين قتلوا بعد توقيع اتفاق أبوجا للسلام في دارفور يقدر بالآلاف، إضافة إلى تشريد ونزوح 48 ألف مواطن وحرق 48 قرية فى ولايات الإقليم الثلاث. ودعا الأسرة الدولية والاتحاد الأفريقي إلى تحمل مسؤولياتهما في حماية المدنيين العزل وتقديم الغذاء والكساء والإيواء لهم، مشيراً إلى أنهم"يعيشون في أوضاع سيئة للغاية". واتهم حكومة الخرطوم بشن حرب شاملة في دارفور"تحت غطاء النزاعات القبلية التي ليس لها أي وجود على أرض الواقع". وقال إن حركته"تحملت الخروقات المتعمدة خلال الشهور الستة الماضية بصبر وصمت، في محاولة لمعالجتها مع الحكومة. لكن حان الوقت لكشف الحقائق وتوضيح الأمور". وتساءل:"أين تجد ميليشيا الجنجاويد المال والآليات ومن أين تتحصل عليها لشن حروب كبيرة كما حدث في الشهور الأخيرة؟". وأشار إلى أن القرى التي أحرقت في جنوب دارفور شملت مناطق متورت وانقابوا وكلاجو وصليعة، وفي شمالها مليط وأبوسكين، وفي غربها مون وسيربا. لكن الدكتور مجذوب الخليفة مستشار الرئيس السوداني قلل من الأحداث التي شهدتها الفاشر، ووصفها بأنها"فردية ومعزولة". وقال في تصريح صحافي أمس إنه"جرى احتواء الأحداث"، مؤكداً أن"الحكومة ماضية في تنفيذ بنود اتفاق أبوجا بالطريقة التي ستؤدي إلى سلام كامل في دارفور".