قال خبراء ان الحكومة العراقية التي تسيطر مباشرة على عدد ضئيل نسبيا من الجنود، بدأت فرض آرائها على الجيش الاميركي، ما يثير توتراً حول مواضيع حساسة مثل الميليشيات الشيعية. ويقلل العسكريون ومسؤولو الادارة الاميركية من أهمية هذا التوتر حتى لا يعرقل الخطط الهادفة الى تسريع نقل المسؤوليات الامنية للقوات العراقية. لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحدى السلطة العسكرية الاميركية عبر مطالبته في نهاية تشرين الاول اكتوبر برفع الحواجز التي فرضتها القوات الاميركية والعراقية حول مدينة الصدر، المعقل الشيعي في بغداد. وكان تردد المالكي في التحرك ضد الميليشيات الشيعية مصدر استياء الجيش الاميركي. وقرار المالكي يعتبر رمزياً الى حد كبير لان الحاجز نصب جزئيا للبحث عن جندي اميركي من اصل عراقي خطف قبل ايام، على الارجح على ايدي ميليشيا شيعية. وبادرة المالكي هي الاخيرة في سلسلة خطوات بدا معها وكأنه يعرقل عمليات الجيش الاميركي التي تستهدف الميليشيات الشيعية التي يرى محللون عدة انها المصدر الرئيسي لاعمال العنف الطائفي في العراق. وقال ديفيد غومبرت المستشار الكبير سابقا للدفاع والامن الوطني لدى سلطة التحالف الموقتة في العراق انه حصل دائما تجاذب بين السيادة العراقية والسيطرة الاميركية على العمليات العسكرية. واضاف"انها مشكلة كبيرة لها بعد سياسي وقضائي، لكنها لم تظهر سوى الان مع اثار فعلية، سياسية وأمنية، في الوقت نفسه". وتمت معالجة هذه التوترات حتى الان لكن امرين تغيرا، اولهما بحسب غومبرت، هو ان"العسكريين الاميركيين ابدوا تصميما اكبر على ملاحقة عناصر الميليشيات الشيعية لا سيما جيش المهدي ومقتدى الصدر". وتابع"في موازاة ذلك، هناك الان حكومة لها مصلحة في الحركة السياسية الشيعية التي يمثلها مقتدى الصدر ومدعومة من الميليشيا التابعة له". من جهته رأى مايكل اوهانلون من معهد"بروكينغز"ان قرارات المالكي تأتي في وقت حاسم في العلاقات الاميركية العراقية. وقال"من المحتمل ان يكون المالكي سلم باحتمال نشوب حرب اهلية ويريد ان يضمن بأن الشيعة لن يخسروا الحرب". واعتمد مسؤولو الادارة والعسكريون موقفا تصالحيا مع المالكي ورفضوا انتقاد قراراته. كما رضخوا لمطالبه في مجال تسريع انتقال السيطرة العراقية على القوات الامنية. وعندما رفعت الحواجز عن محيط مدينة الصدر الثلثاء الماضي، اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد تأييده لزيادة عدد القوات الامنية العراقية وتسريع تدريبها. وقال الناطق العسكري الاميركي في بغداد الجنرال وليام كالدويل للصحافيين ان"قوات التحالف تقوم بشكل متزايد بنقل مهماتها الى الحكومة العراقية اكثر من اي وقت مضى". واضاف"حين ندخل في مرحلة انتقالية كما هي الحال عليه الان، فيحتمل ان يحصل بعض سوء التفاهم".