قال المسؤول عن تدريب الشرطة العراقية في الجيش الاميركي، الميجور - جنرال جوزف بيترسون أمس، أن أربعة آلاف شرطي عراقي قتلوا وجُرح أكثر من ثمانية آلاف في العامين الماضيين. واشار الى أن أداء القوات العراقية يتحسن فيما يُحاول المسؤولون اجتثاث عناصر الميليشيات. جاء ذلك في وقت أعلنت القوات الاميركية اعتقال 28"ارهابياً مشتبهاً فيهم"في تسع عمليات دهم نفذتها صباح الثلثاء الماضي في منطقة"جسر ديالى"جنوب شرقي بغداد. وأعلنت القوات الاميركية في بيان أن بين المعتقلين أفراداً لهم"أهمية بالغة"وشخصاً يتبوأ المرتبة التاسعة على لائحة المطلوبين لدى الفرقة الاميركية التي نفذت عملية الدهم. ولم تكشف القيادة الاميركية عن أي أسماء إلا أن الجيش أعلن أن المطلوب الذي اعتقلته، مسؤول عن"عمليات قتل ونشاطات اجرامية أخرى"، علاوة على هجمات ضد القوات الأميركية والعراقية. يُذكر أن تعزيز قوات الشرطة والجيش العراقيين، يشكل حجر زاوية في الجهود المبذولة لوقف العنف الذي مزق البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، لكن الأحزاب والكتل السياسية السنية تتهم الميليشيات الشيعية باستخدام الشرطة لارتكاب أعمال عنف مذهبية. وكان الشيخ علي الصافي ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة كربلاء، حض الميليشيات على إلقاء سلاحها، معتبراً أن"الأسلحة يجب أن تكون في يد الحكومة فقط... ويجب أن لا يسمح لأي مجموعة بحمل السلاح، حتى تتمكن الدولة من تأمين الظروف الأمنية الملائمة للشعب العراقي". واعتبر الميجور جنرال بيترسون أن"من الصعب القول كم من أفراد الميليشيات تطوعوا في الشرطة"، لافتاً الى أن"من المؤكد، أنهم اذا سألناهم عن ذلك لن يردوا بالقول إنهم يرتبطون بأي ميليشيا". وقال إن أي مجموعة عناصر من الشرطة العراقية ترتبط بميليشيا معينة أو ترتكب جرائم، تُعتقل، لافتاً الى أن هناك آخرين لديهم انتماءات لا يمكن ربطها مباشرة بالجريمة، يُسرحون من الخدمة. وكانت السلطات العراقية سرحت سرية تضم 700 شرطي، وذلك في أكبر خطوة الى الآن لاجتثاث جنود يرتبطون ب"فرق الموت"، من القوات العراقية. ويُشتبه في أن هذه السرية متورطة في عملية خطف 24 عاملاً من مصنع للمأكولات المثلجة في منطقة الشعب حيث يتمتع"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بنفوذ واسع. وقال الميجور جنرال بيترسون إن قائد السرية سُرح من الخدمة، فيما اعتقل قائد فرقة، لافتاً الى أن مسؤولين رصدوا مشكلات في عمل السرية خلال عملية تفتيش في آب اغسطس الماضي. وأضاف أن السرية"أظهرت أداء سيئاً جداً خلال مهمات كلفت بها، معرباً عن اعتقاده بأن تورطها في خطف 24 عاملاً وقتل سبعة منهم"حادثة معزولة". وأوضح"لم نر أعمالاً أخرى مرتبطة بدوافع مذهبية، لكن المسؤولين العراقيين يعون بأن هناك أفراداً انضموا الى القوات الأمنية الشرعية في العراق وحافظوا على ولائهم للميليشيات". لكن بيترسون شدد على أن هناك كثيراً من رجال الشرطة يدينون بالولاء لبلدهم"ودفعوا ثمناً غالياً"، مشيراً الى مقتل أربعة آلاف شرطي وجرح ثمانية آلاف آخرين منذ أيلول سبتمبر عام 2004 وكشف أن الجيش الاميركي درب 186 ألف شرطي حتى الآن، وأن المسؤولين عن التدريب توقعوا بأن تتجاوز القوات الاميركية هدفها بتدريب 188 ألفاً بعشرة آلاف عنصر في حلول نهاية السنة الجارية. ويوجد هناك ستة آلاف جندي من قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة، يعملون ضمن وحدات الشرطة العراقية كفرق تدريب، بحسب بيترسون الذي يصر على أن"العراقيين يتحسنون". وقال هذا المسؤول العسكري الأميركي"منذ عام مضى، كان لدينا وضع يتعرض فيه مركز للشرطة للهجوم ويفر أفرادها من الباب الخلفي تاركين وراءهم كل معداتهم. لم يعد يحصل هذا الأمر". يذكر أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطاً متزايدة على حكومة نوري المالكي للتحرك بغية وقف العنف المذهبي وسط انقسامات عميقة في حكومته بين الأحزاب الشيعية والسنية. وتتهم أحزاب سنية المالكي بالتردد في مواجهة الميليشيات الشيعية لأن بعضها تابع لأحزاب يعتمد عليها في حكمه.