اعتبر المكتب الاعلامي في الفاتيكان اليوم الاثنين ان اللقاء المقرر بين البابا بنيديكت السادس عشر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مطار انقرة لدى وصول رأس الكنيسة الكاثوليكية الى تركيا اليوم، يشكل اشارة"ايجابية". وقال الاب فيديريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان ان اللقاء"بادرة لائقة من اردوغان تلقى تقديراً كبيراً". وكان جدل بدأ يدور في ايطاليا حول احتمال عدم عقد لقاء بين البابا وأردوغان خلال الزيارة البابوية لتركيا، بعدما كان رئيس الوزراء من اشد منتقدي البابا على الكلمة التي ألقاها في ريغنسبورغ المانيا وتناول في احد مقاطعها الاسلام. ونشطت الديبلوماسية في البلدين للتنسيق بين مواعيد وصول طائرة البابا وإقلاع طائرة اردوغان كي يتسنى لهما الالتقاء، بحسب ما افادت وكالة انباء"انسا"الايطالية التي ذكرت ان اللقاء سيستمر ربع ساعة. وأكد اللقاء ناطق باسم اردوغان. ويمثل اردوغان الاسلامي المعتدل بلاده ذات النظام العلماني في قمة منظمة حلف شمال الاطلسي في ريغا لاتفيا في 28 و29 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، ويعود بعدها الى انقرة لحضور اجتماع للمجلس العسكري الاعلى التركي في 30 منه. ويصل بنيديكت السادس عشر الى انقرة في اول رحلة له الى بلد اسلامي بعد 11 اسبوعاً على الجدل المحتدم الذي أعقب كلمته في ريغنسبورغ. ونفى اردوغان مراراً ان يكون يسعى الى تجنب لقاء البابا. ويتزعم اردوغان وهو اسلامي سابق تحول الى"ديموقراطي محافظ"، حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي والذي اعلن عدد من اعضائه معارضتهم لزيارة البابا. تحفظات في غضون ذلك، رأى اكبر مرجع ديني تركي ان زيارة البابا"هي خطوة جيدة على رغم كل شيء"لكنها غير كافية لاخماد"نقمة"المسلمين بعد الجدل العنيف الذي نتج من الكلمة التي ألقاها اخيراً وتناول فيها الاسلام. وقال مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة التركية علي بردق اوغلو في مقابلة نشرتها صحيفة"اقسام":"بعد كل ما جرى، فإن زيارة البابا يجب الا تعتبر بمثابة خطوة كافية لفتح باب الحوار بالكامل وإخماد النقمة بعد التصريح المؤسف". غير ان بردق اوغلو الذي سيلتقي الحبر الاعظم بعد ظهر اليوم، في مديرية الشؤون الدينية في انقرة، قال انه يفضل"النظر الى المستقبل بدل فتح ملفات قديمة". واضاف"ان الجلوس مع احد ما والتحدث معه لا يعني الموافقة على آرائه". وكان الموظف الكبير في الحكومة التركية العلمانية ممن بادروا الى ادانة الكلمة التي ألقاها البابا في ريغنسبورغ المانيا في 12 ايلول سبتمبر الماضي، وتطرق في احد مقاطعها الى العلاقة بين الاسلام والمنطق، واعتبر ان ما قاله الحبر الاعظم يعكس"الضغينة الكامنة في قلبه"ويعطي عن الاسلام"صورة مجتزأة مبنية على الافكار المسبقة".