أكدت مصادر شديدة الاطلاع أن اتصالات مكثّفة تُجرى بين حاضرة الفاتيكان والحكومة التركية لإيجاد آلية من شأنها تخفيف التشنج الناجم عن إعلان تركيا احتمال غياب رئيس الحكومة التركية طيب رجب أردوغان ووزير خارجيته عبدالله غل عن حفلة استقبال البابا بينيديكتوس السادس عشر الذي يصل إلى تركيا الاسبوع المقبل في أول زيارة رسمية له إلى بلد مسلم منذ تنصيبه حبراً أعظم. وعلى رغم أن المبرر الرسمي لغياب أردوغان وغل هو مشاركتهما في قمة الحلف الأطلسي ناتو التي تستضيفها العاصمة اللاتفية ريغا الأسبوع المقبل، فإن هذا الغياب فُسّر على أنه"انصياع"للضغوط التي مارستها جماعات أصولية في البلاد احتجت على زيارة البابا، في ضوء تصريحاته قبل أسابيع في جامعة راتسنبورغ الألمانية والتي اعتبرها البعض معادية للإسلام. وأكدت المصادر أن الاتصالات ترمي إلى ترتيب خاص يُتيح تزامن وصول طائرة البابا إلى مطار أنقرة مع موعد مغادرة أردوغان إلى ريغا، ما سيوفّر فرصة استقبال رئيس الحكومة للبابا. ولم يتأكد بعد إذا كانت الترتيبات تمت فعلاً. في غضون ذلك، أكد أمين دولة الفاتيكان الكاردينال تاتشيسيو بيرتوني أن الفاتيكان ينظر إلى زيارة البابا إلى تركيا بقدر كبير من الثقة والأمل، مشيراً إلى"معلومات عن أن الترتيبات الأمنية التي اتخذتها الحكومة التركية ستوفّر الأجواء المناسبة لضمان نجاح الزيارة وسلامة البابا والأماكن التي سيقصدها". واعتبر الكاردينال بيرتوني أن التظاهرات التي شهدتها تركيا في الأيام الماضية"تندرج في السياق الطبيعي لاختلاف وجهات النظر وحرية التعبير". وخفف الكاردينال روبيرتو توتّشي المشرف على تنظيم رحلات البابا من أهمية التفسيرات التي رأت ان الترتيبات الأمنية الجارية في تركيا مبالغ فيها، معتبراً أنها تندرج في إطار الترتيبات المعتادة، مذكراً بأن"زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى تركيا جرت هي الأخرى في ظل ترتيبات أمنية مشددة واستنفار عسكري كبير". وفي السياق ذاته، أكد القس فيديريكو لومباري الناطق باسم حاضرة الفاتيكان أن هناك فكرة أن يُضمّن البابا بينيديكتوس السادس عشر برنامج زيارته لتركيا محطة مهمة يزور خلالها أحد أهم مساجد إسطنبول،"تعبيراً عن تحيته للدين الإسلامي"، وإن أشار إلى أن القرار في شأن هذه الزيارة لم يُتخذ بعد. ولم يستبعد لومباردي أن يقع الاختيار على المسجد الأزرق في اسطنبول.