رسمت تركيا خطاً أحمراً برفضها الضغوط الدولية للاعتراف ب "الابادة" التي تعرض لها الأرمن، إبان الحرب العالمية الأولى في تركيا، خلال الذكرى المائة لتلك المأساة. وأظهرت تركيا تشددها في شأن هذه المسألة الأحد الماضي، عبر رد فعل شديد اللهجة على استخدام البابا فرنسيس كلمة "إبادة" في وصف تلك المجازر، واستدعت ممثل الفاتيكان إلى وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاجها، واستدعت أيضاً سفيرها من الفاتيكان. وذهب رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو في هجوم غير معتاد من مسؤول كبير على "الحبر الأعظم" إلى حد اتهام البابا ب "الانحياز"، وبأنه تصرف بصورة "غير لائقة" وبتجاهل معاناة المسلمين في الحرب العالمية الأولى. وحتى قبل أن يصبح البابا طرفاً في الجدال، اتهم الأرمن تركيا بالسعي إلى التغطية على احتفالاتهم في ذكرى "الإبادة" من خلال تنظيم احتفالات في اليوم نفسه في ذكرى معركة "شنق قلعة سافاشلاري" أو معركة "غاليبولي" التي تعرف في الغرب باسم معركة "مضيق الدردنيل" الشهيرة. وكتبت صحيفة "ستار" اليومية المقربة من الحكومة التركية على صفحتها الرئيسة "اهتم بشؤونك الخاصة أيها البابا"، وعنونت "ايدينليك" من جانبها "الحرب الصليبية الجديدة". وذكر مصدر حكومي أن انقرة "فوجئت حقاً" باستخدام البابا لكلمة "إبادة" خلال قداس الأحد الماضي في كاتدرائية "القديس بطرس" بالفاتيكان. وتؤكد أرمينيا وأرمن الشتات أن "نحو بليون ونصف بليون أرمني قتلوا بأيدي القوات العثمانية خلال حملة نظمت بأمر من قيادة الجيش العثماني للتخلص من السكان الأرمن في الاناضول شرق تركيا، وهي رواية تبناها عدد من البرلمانات الاوروبية". لكن لدى تركيا رواية مختلفة تماماً للماساة بقولها أن "مئات الالاف من الأتراك والأرمن قتلوا أثناء محاربة القوات العثمانية للقوات الروسية لمنعها من احتلال شرق الاناضول خلال الحرب". ولا يبدي الرئيس رجب طيب اردوغان، وحزبه الاسلامي الحاكم أي ليونة في هذا الجدل، على رغم الدعم الذي يقدمانه للأقليات الدينية في تركيا. وعبر اردوغان عن تعازيه للأرمن في العام الماضي، ولكن ذلك لم تستتبعه خطوات أخرى بل استمر الخطاب نفسه وزاد حدة.