تستأنف مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مجدداً من خلال الجولة الپ14 بإقامة أربعة لقاءات مهمة مع البدء في العد التنازلي لجولات المسابقة، التي يشتد معها الصراع على حصد النقاط، ففي الدمام يلتقي القادسية والشباب، وفي حائل يستضيف الطائي نظيره فريق أبها، وفي جدة يقام اللقاء الأكثر إثارة وندية بين الأهلي والنصر، وفي الرس يتأهب الحزم لتجاوز ضيفه الاتفاق. القادسية - الشباب في أحد أقوى لقاءات الجولة، يحل متصدر الدوري الشباب ضيفاً ثقيلاً على الفريق القدساوي الذي يتطلع إلى العودة مجدداً إلى أروقة المربع الذهبي، ومهمته ليست بالسهلة وهو يواجه الفريق الشبابي الذي لم يتجرع مرارة الخسارة طوال 12 مباراة، ويدرك المدرب البرازيلي كاليفارو صعوبة المهمة، فلا مجال للتفريط النقاطي إذا ما أراد الإبقاء على فريقه ضمن دائرة الترشيحات لتحقيق اللقب، في ظل تكامل عناصره وعدم انضمام أي من لاعبيه للمنتخب الأول، ويحاول كاليفارو ترميم خط الوسط، الذي يعاني من غياب كبير وعجز تام عن القيام بالأدوار المنوطة به، خصوصاً من الناحية الهجومية، فاجتهادات الحرندا غير كافية، لذا يقف اللبناني محمد قصاص في عزلة بين دفاعات الخصم، وتتلاشى خطورته الهجومية في ظل غياب الإمداد، والأسلوب القدساوي يعتمد على إحكام الخطوط الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين ومحاولة الاستفادة من الكرات المرتدة، التي لا تحمل في طياتها الخطورة المنتظرة بسبب بطء نقل الكرة وقلة المساندة. ولعل الأوضاع الشبابية أفضل على رغم غياب عدد من نجومه بسبب الانضمام للمنتخب والإصابات، إلا أن الفريق الشبابي من الفرق التي لا تتأثر على الإطلاق بغياب أي عنصر، فالأسلوب الجماعي هو سمة الأداء التي أكسبت الفريق الثبات في المستوى والنتائج، ما جعله يتربع على هرم الترتيب ويسير بخطى ثابتة، بفضل تماسك الخطوط وحماسة اللاعبين، وإن كان خط الوسط هو الأبرز والأكثر حيوية ونشاطاً بتألق العراقي نشأت أكرم في ضبط حركات وسكنات الخصوم وإعطاء زملائه حرية التحرك هجوماً ودفاعاً، ودائماً ما تكون الكلمة الأبرز في الشق الهجومي لأبناء عطيف، وقد يواجه دانيال روميو بعض المشكلات في ظل غياب زيد المولد وأحمد البحري. الأهلي - النصر بظروف متشابهة وجراح مشتركة يلتقي الأهلي والنصر، وكلاهما يسعى لرمي همومه في شباك الآخر، فالأهلي خيب آمال عشاقه الذين استبشروا خيراً بعد الإطاحة بالغريم التقليدي الاتحاد، إلا أنهم سرعان ما اصطدموا بالواقع المرير بعد السقوط أمام الوحدة، والظروف تزداد سوءاً في هذه المباراة، بعد انضمام أهم عناصر الفريق للمنتخب، وإيقاف المغربي عبدالحق العريف، وإصابة القائد حسين عبدالغني، ما جعل الصربي موسكوفيتش لا يتردد في استدعاء المهاجم المبعد وليد الجيزاني لسد العجز الذي تعاني منه الخطوط، ولن تقبل الجماهير بأي أعذار جديدة مهما كانت المبررات، والفوز وحده يعيد بعض الشيء من الثقة للاعبين والجماهير، وكثرة الغياب زادت من تأزم الأوضاع في أجندة موسكوفيتش، الذي لن يجد بديلاً من الاستعانة ببعض العناصر الشابة أمثال أحمد درويش وتركي الثقفي، ولعل أبرز الأسماء الموجودة صاحب العبدالله وصالح المحمدي والمغربي جواد أقدار. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر اللقاء وأحزانه تفوق جراح مضيفه، فپ"الأصفر"خرج خالي الوفاض من البطولة العربية التي كانت جماهيره تمني النفس بتحقيقها، وحتى الفوز في هذه المباراة لن يقدم أو يؤخر في حسابات جماهيره، التي سئمت طول الصبر وأيقنت أن فريقها بثوبه الحالي لن يستطيع تحقيق أي بطولة، والأوضاع النفسية التي يعيشها اللاعبون ومدربهم خالد القروني تساعد المضيف الفريق الأهلاوي على الاستفادة من ذلك وتحقيق انتصار يعزز المكانة في مربع الذهب، وبعيداً عن استعراض مكامن القوة والضعف في الفريق النصراوي، فهذا اللقاء ذو اعتبارات أخرى يصعب التنبؤ بها، فالانتكاسة واردة والنهوض أيضاً قد يحدث، ويبقى الدور الأكبر على الإدارة لزرع الثقة في المدرب واللاعبين، ومطالبتهم بنسيان البطولة العربية وما صاحبها من إخفاق. الطائي - أبها وفي حائل يلتقي فريقا الطائي وأبها، وكل الترشيحات تعطي أصحاب الضيافة أحقية النقاط الثلاث عطفاً على الفوارق الفنية، فالطائي فريق يلعب وفق منطقية كبيرة من مدربه عمار السويح، الذي نجح في خلق توليفة رائعة، زينت فريقه وجعلته يحقق النتائج الإيجابية ومكنته من الوجود في منطقة الدفء، على رغم تواضع الإمكانات. ويعتمد السويح في أسلوبه الفني على تحركات النشط السنغالي حمادجي وأحمد المناور وفهد العتيبي وفهد الغامدي، ويصعب في معظم الأحيان التفوق على الطائي وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره. وظروف سفير الجنوب الفريق الأبهاوي أكثر من سيئة، وبات أكثر المرشحين لحزم حقائب مغادرة دوري الأضواء، فلم يعد يملك القدرة على الصمود، ويبدو أن إدارته أيقنت بفشل كل محاولات الإصلاح، وهذه المباراة أشبه بالمنعطف المهم، فالخسارة سترمي بآخر أوراق الآمال الأبهاوية للتقدم خطوة نحو منطقة الهروب من القاع، وشباك الفريق أصبحت الأكثر استقبالاً للأهداف في الآونة الأخيرة، إذ اهتزت 32 مرة. الحزم - الاتفاق أما في الرس، فيتربص الحصان الأسود للمسابقة فريق الحزم بضيفه فريق الاتفاق، والفريق الحزماوي يعيش أحسن أحواله الفنية والمعنوية بعد أن عطل الشباب, والحق به الهلال وهما المتصدر والوصيف، واستحق لقب صائد الكبار، وهاتان النتيجتان ستؤديان بالفريق لتحقيق أهم ثلاث نقاط، فالفوز سيرفع رصيده إلى 15 نقطة ويكون اقترب جداً من التجديد لسنة أخرى في دوري الكبار، والمدرب التونسي أحمد العجلاني جعل من الفريق شبحاً يهدد كبار الفرق ويحقق أفضل النتائج، وهو مرشح بقوة لتجاوز عقبة الاتفاق، الذي يعاني من وهن كبير في خطوطه كافة، على رغم وجود العناصر الجيدة، إلا أن التوظيف المناسب غائب عن أفكار مدربه باتريسو، ما جعل الفريق يصارع مرارة الهروب من شبح الهبوط، إذ يحتل المركز العاشر بتسع نقاط، وسط نزيف مستمر للنقاط وهبوط حاد في معنويات اللاعبين وفقر متواصل لهز شباك الخصوم، فلم يحرز خط هجومه طوال الجولات الماضية سوى 11 هدفاً، وفي حال الخسارة في لقاء الليلة، سيكون الوضع صعباً جداً، كون الجولات المقبلة ستشهد صراعاً كبيراً بين الفرق كافة، ويصعب معها تحقيق النتائج المطلوبة، فمجهودات صالح بشير غير مستثمرة، ومهارة عبدالرحمن القحطاني بعيدة من منطقة الخطر، وحيوية إبراهيم المغنم دون فائدة، فمتى ما أحسن باتريسو التعامل مع إمكانات لاعبيه، فستتجاوز طموحات فارس الدهناء البحث عن البقاء وتصل إلى درجة المنافسة على البطولات.