اتجهت انظار المهتمين بصناعات الطيران وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة الى مدينة جوكوفسكي قرب العاصمة الروسية، حيث افتتح معرض"ماكس 2005"الدولي للتقنيات الجوية والفضائية. وغدا المعرض منذ تدشين دوراته قبل سبع سنوات، واحداً من اهم الملتقيات التي تجمع مصنّعي الطائرات بأنواعها المختلفة وممثلي الأسواق المستهلكة لهذه الصناعات في ارجاء العالم، ويشارك في المعرض هذه السنة نحو 500 شركة تمثل 35 بلداً، وعلى رغم ان عدد المشاركين في معرض لوبورجيه الفرنسي يفوق عدد الشركات التي تعرض انتاجها في المعرض الروسي، تفوق الأخير بتنوع نشاطاته الاستعراضية الحيّة التي غدت علامة فارقة يحرص كثيرون على مواكبتها. وبين أبرز ضيوف المعرض هذه السنة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي اختار تزامن زيارته السابعة للعاصمة الروسية، منذ توليه الحكم، مع افتتاح"ماكس 2005". والى الاستعراضات البهلوانية التي ستنفذها اليوم مقاتلات من احدث أنواع"سوخوي"و"ميغ"، ينتظر ان يشارك طيارون اميركيون بتقديم عرض لقاذفات"بي1"الاستراتيجية ومقاتلات"اف 16"، كما سيشارك طيارون فرنسيون وايطاليون في العروض. "ماكس 2005"يعد فرصة كبرى لصانعي الطائرات الروسية من اجل عرض منتجاتهم، خصوصاً بعدما اشارت تقارير اخيراً الى مخاوف من تراجع الاقبال على صناعات الطيران الروسية خلال السنوات المقبلة، ما دفع الشركات الروسية الى إعداد دراسات من أجل"غزو"اسواق جديدة في اميركا اللاتينية والشرق الاوسط ومناطق أخرى. وأعلن الكسندر كليمينتيف، نائب المدير العام لشركة"سوخوي"، ان شركته ستعرض هذه السنة كل اختراعاتها الحديثة، وبينها طائرات تنطلق من السفن واخرى يمكن التحكم بتغيير اتجاه الدفع فيها ما يمنحها مرونة كبرى خلال المناورات العسكرية. وينتظر ان تعرض نحو 27 مؤسسة صناعية تابعة ل"سوخوي"منتجاتها من المحركات والكترونيات الطيران وانظمة الرادار واجهزة التحكم بالاسلحة، وتقنيات التشويش الفضائي، وكذلك تقنيات انقاذ الطيارين. وتحتكر انظمة الدفاع الجوي أهم اجنحة المعرض، وذكر انها تضم انظمة صاروخية متطورة وتقنيات تعرض للمرة الاولى، بينها اسلحة للقوات البرية والبحرية. ويستعد مهندسو سلاح الجو لاطلاق مفاجأة خلال المعرض، اذ لم تستبعد مصادر عسكرية تقديم نماذج الأنظمة الصاروخية من طراز"اس 400"التي تعرض للمرة الاولى، وتعد النسخة المحدثة لصواريخ"اس 300"التي سرقت الاضواء خلال المعارض السابقة. ويعتبر النظام الجديد"صرعة"صناعات الدفاعات الجوية بحسب خبراء عسكريين، وتجري في روسيا التجارب النهائية عليه قبل الحاقه بالخدمة نهاية السنة. وتكمن ميزة الصاروخ الجديد في قدرته على تدمير اي هدف جوي على كل الارتفاعات والمسافات، ما تعجز عنه الانظمة الاجنبية بما فيها نظام"باتريوت"الاميركي. وأفادت مصادر قريبة من شركات السلاح، ان المعرض سيضم نماذج من صاروخ"اسكندر أ"الشديد الدقة الذي لقي رواجاً كبيراً في الاسواق العالمية، وكانت سورية سعت الى شرائه، ما اثار حفيظة اسرائيل والولايات المتحدة. وطبيعي ان تكون"الحرب على الارهاب"حاضرة بقوة في المعرض الروسي، اذ ينتظر ان يتعرف زواره الى تقنيات حديثة لطائرات آلية بلا طيار، واجهزة مراقبة متطورة من الجو، وتقنيات اتصال حديثة. ولم يخف مسؤولون روس آمالهم بأن تؤمن العقود المنتظر توقيعها خلال المعرض، الموارد اللازمة للمؤسسة العسكرية لتغطية نفقات البحوث العلمية واعمال التصميم والاختبارات وتزويد الجيش والاجهزة الخاصة الاسلحة اللازمة لتعويض النقص الذي تعانيه.