افتتح في موسكو أمس الأول واحد من أكبر معارض الطيران في العالم عبر فعاليات متنوعة تستمر حتى الواحد والعشرين من أغسطس الحالي وتشارك فيه أكثر من 500 مؤسسة روسية (بعض المصادر تشير إلى 520 مؤسسة) متنوعة للإنتاج الحربي والمدني إلى جانب أكثر من 100 شركة أجنبية(قرابة 125) من 43 بلداً بما في ذلك الدول المتقدمة الرئيسية في العالم في مجال الطيران وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية (تشارك في هذا المعرض حوالي عشرين شركة أمريكية من أهمها شركة بوينغ و هيئة الدفاع في الجيش الأمريكي وشركة روكويل كولنز) وفرنسا (أكثر من عشر شركات فرنسية منها شركة داسو ووكالة الفضاء الأوروبية) وبريطانيا وتركيا وماليزيا وكوريا واليابان وإيطاليا وإيران والهند والصين وكندا وألمانيا وغيرها. وقد ركز الرئيس الروسي في كلمة الافتتاح على التقدم الهائل الذي أحرزته روسيا في مجال صناعة وتقنيات الطيران والأسلحة وأن هذا المعرض حظي بهذه السمعة العالمية كذلك كونه يقدم أحدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة من منتجات في هذه المجالات في مختلف البلدان الرائدة في العالم كما انه يتيح للخبراء والمنتجين من مختلف أنحاء العالم استعراض أفكارهم وتبادل الآراء وتوقيع العقود بين الشركات والبلدان مركزا على أن الاهتمام الدولي تضاعف عدة مرات بين المعرض الأول والمعرض الحالي. وسيتم حسب تصريحات المسؤولين الروس استعراض عدد من الطائرات الحربية الحديثة من الجيل الخامس بما في ذلك المقاتلة - الأسطورة - سو 47 التي لا مثيل لها في العالم المعروفة باسم «النسر الذهبي» من خلال قدراتها ومناوراتها حيث تشارك في المعرض مؤسسات روسية عريقة في مجال إنتاج الطائرات الحربية متعددة الأغراض من مثل ميغ وسوخوي وإيليوشن وعدد كبير من الشركات المصنعة لمحركات الطائرات بما فيها الشركات الكبرى من مثل ساتورن وسالوت.. كما ستكون هناك استعراضات للطيارين الأجانب وخاصة من فرنسا وإيطاليا والولاياتالمتحدة التي ستشارك في المعرض بالطائرة الاستراتيجية العملاقة ( ب-1) و(إف 16) وقد بدأ الطيارون الروس في اليوم الأول بتقديم عروض شيقة مدهشة سواء في المجال الفردي او التشكيلات . وإلى جانب تقنيات الطيران الحربي والمدني المتنوع تعرض نماذج أحدث المنظومات الصاروخية والأسلحة المتطورة الأخرى بما فيها الموجهة بالغة الدقة والإلكترونيات ومنتجات التقنيات المشتركة والصواريخ المجنحة الجديدة من نوع ( إس400) التي تفوق حسب اعتراف الخبراء الدوليين جميع أنظمة الدفاع الجوي في العالم من خلال قدرتها على إصابة الأهداف بدقة متناهية أيا كان نوع هذه الأهداف وأيا كانت ارتفاعاتها، وهناك راجمات صواريخ أخرى مضادة للطائرات تعتمد الغزارة وأسلحة إسناد برية بما في ذلك صواريخ ( إسكندر إيه ) الشهيرة التي كثر الحديث في الفترة السابقة عن احتمال شراء سوريا لبعض منظوماتها ثم أحجمت موسكو عن ذلك . يقام المعرض في سهوب مدينة جوكوفسكي وسيحضره على مدى هذا الأسبوع أكثر من مليون مشاهد حسب بعض التقديرات الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات احتياطية هائلة فإلى جانب الآلاف من رجال الأمن والشرطة والكلاب البوليسية وحواجز التفتيش والقناطر المغناطيسية وأجهزة الأشعة ستحوم في الجو عدة طائرات بلا طيار مجهزة بأحدث أجهزة المراقبة بحيث يمكنها حتى قراءة أرقام السيارات وتوضيح ملامح الأشخاص وإرسال صورها الحية مباشرة إلى مركز مراقبة أرضي معد لهذا الغرض. وسيكون هذا المعرض حسب رئيس الوزراء الروسي فرادكوف قاعدة لتطوير التعاون المستقبلي بين روسيا وشركائها الدوليين ناهيك عن محاولة الوصول إلى حالة مثلى للعلاقات بين المؤسسات الحكومية والخاصة في هذا المجال. كما اعتبر لوجكوف عمدة موسكو هذا المعرض حدثا نوعيا كبيرا لإظهار تطوير فروع صناعة الطيران حتى عام 2015 بما يكرس لروسيا الموقع الطليعي في مجال الطيران الدولي ومنتجاته حيث تقدم حسب تعبيره أرقى تقنيات الطيران في العالم اجمع.