أبدى رئيس الوزراء الروسي الجديد فلاديمير بوتين "شجاعة فائقة" بزيارته معرض "ماكس 99" للطيران، في ضواحي موسكو، اذ أن سلفيه فيكتور تشيرنوميردين وسيرغي ستيباشين فقدا موقعيهما بعد زيارات لمعارض مماثلة ولمصانع الطائرات. ويبدو أن بوتين لا يؤمن ب"الفأل السيئ" بل يريد تشجيع صناعة الطيران الروسية التي تعاني ضائقة مالية شديدة تهدد بفقدان روسيا مواقعها كإحدى الدول المتقدمة في هذا الميدان. ويضم "ماكس 99" نماذج عديدة للطائرات العسكرية والمدنية اضافة الى الصواريخ. ولفت المارشال في سلاح الجو يفغيني شابوشنيكوف مساعد الرئيس بوريس يلتسن لشؤون الطيران، أنظار الصحافيين الى الطائرة "سوخوي 37" ذات الشكل غير المألوف، اذ أن جناحيها يتخذان شكل سهم مائل الى أمام، مما يسمح لها بحركات انقلاب وانعطاف حاد وتحليق عمودي. وثمة هيكل لطائرة ستصنّع في القرن الواحد والعشرين، تعرف باسم "ايغلا" أو "الابرة"، يتوقع أن تتجاوز سرعتها سرعة الصوت 10-14 ضعفاً، وأن تستطيع التحليق على ارتفاع 50 كيلومتراً، مما يجعلها أقرب الى الصاروخ. وأصيب الاعلاميون والخبراء بخيبة أمل حين اقتربوا من نموذج لصاروخ "اسكندر" من طراز أرض - أرض مداه 300 كيلومتر، وقادر على اختراق التحصينات واصابة هدفه بدقة فائقة من دون التأثر بالتشويش الالكتروني. ومنع مدير التسليح في الجيش الروسي الجنرال اناتولي سيتنوف ازالة الغطاء عن الصاروخ، ثم أمر بإخراجه من المعرض حرصاً على "السرية". ولم يتضح سبب ادراج "اسكندر" في قائمة المعروضات، لكن مراقبين رجحوا ان يكون الجنرال قام ب"حركة مسرحية" لجذب الاهتمام الى الصاروخ. المدير العام للمعرض يوري ناغايف توقع أن تسفر اتصالات تجرى مع الهند والصين عن بيع عدد كبير من طائرات "سوخوي 30" و"سوخوي 27" المتطورة، كما يتوقع ابرام صفقة مع مجموعة "داسا" الألمانية لتحديث طائرات "ميغ 29" الموجودة لدى الدول الأعضاء في حلف وارسو سابقاً، وجعلها مطابقة للمواصفات المطلوبة لدى الحلف الأطلسي الذي انتمت اليه أخيراً. ولفتت الانتباه طائرة "توبوليف 334" التي يصل مداها الى 3500 كيلومتر، لكن مسؤولي الشركة المنتجة أشاروا بمرارة الى أن الخطوط الجوية الروسية "ارفلوت"، التي يديرها فاليري اوكولوف صهر يلتسن، تفضل شراء "بوينغ" الأميركية أو استئجارها. ويأمل العاملون في مجال الطيران بأن تلتفت الحكومة الى مشكلاتهم وتؤمّن لهم الاستثمارات اللازمة التي يمكن أن تدر على الدولة ارباحاً خيالية. وقال العقيد الطيار يفغيني سميرنوف ل"الحياة" ان الأغنية الشهيرة التي تقول ان "الطائرات قبل النساء" لجهة الأهمية لم تعد شائعة اليوم، فقبل كل شيء... الحصول على منافع لليوم، ولم يعد مهماً كيف ستكون حال الدولة غداً.